التنازع والتوازن في حياة المسلم

Mohammed ben Moussa al-Charif d. Unknown
49

التنازع والتوازن في حياة المسلم

التنازع والتوازن في حياة المسلم

Maison d'édition

مؤسسة الطباعة والصحافة والنشر

Lieu d'édition

جدة - المملكة العربية السعودية

Genres

فقد حث الله ﷾ رسوله الأعظم ﷺ على ألا يهلك نفسه حسرة على قومه فقال: «لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين*) (١). وقال سبحانه: «فلعلك باخع نفسك على ءاثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفًا*» (٢). والبَخْع: الهلاك. ولكنه قد غلب الناس في هذه الأزمنة تبلد شعورهم بمشاكل المسلمين، فيا حبّذا أن يتوازن هذا الأمر في الداعية، فلا يتأثر تأثرًا يفضي به إلى عدم القدرة على العمل وإلى الإحباط واليأس، ولا يضعف هذا الشعور في نفسه فيتبلد حسه. كان أويس القَرَنيّ (٣) «إذا أمسى تصدّق بما في بيته من الفضل من الطعام والشراب، ثمّ قال: اللهم من مات جوعًا فلا تؤاخذني به، ومن مات عُريًا فلا تؤاخذني به» (٤).

(١) سورة الشعراء: [٣]. (٢) سورة الكهف: [٦]. (٣) القدوة الزاهد، سيد التابعين في زمانه، المرادي اليماني. من أولياء الله المتقين وعباده المخلصين. أثنى عليه النبي ﷺ في أحاديث صحيحه. وانظر «سير أعلام النبلاء»: ٤/ ١٩ - ٣٣. (٤) «نزهة الفضلاء»: ١/ ٣٢٤.

1 / 57