ذهب الرسول ﷺ إلى أبي بكر ﵁ وخرجا معًا. ونام عليٌّ ﵁ مكانه ﷺ فلما استيقظ الكفار دخلوا فوجدوا عليًّا ﵁. مضى الرسول ﷺ وصاحبه إلى غار ثور، وجدَّت قريش في طلبهما، حتى وصلوا إلى باب الغار. فقال أبو بكر: لو نظر أحدهم إلى قدميه لأبصرنا، قال الرسول ﷺ: " ما ظنك باثنين الله ثالثهما. لا تحزن إن الله معنا ". قال تعالى: ﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: ٤٠].
كان عبد الله بن أبي بكر وعامر بن فهيرة يأتيانهما بالأخبار. وأسماء بنت أبي بكر تأتي بالطعام والشراب، ولبثا في الغار ثلاث أيام ثم سارا إلى المدينة.
* * *
قصة سراقة بن مالك:-
جعلت قريش لمن يأتي بالرسول ﷺ مائة ناقة، فجد الناس في طلبه، وكان منهم سراقة، وكان قصاص أثر، فوجد الرسول ﷺ ولما اقترب منهم، دعا عليه الرسول ﷺ فغاصت قدما فرسه في الأرض. وتكرر ذلك، فقال: " إن الذي أصابني بدعائكما، فادعوا الله لي ولكما أن أرد الناس عنكما "، فدعا له الرسول ﷺ. ووعده حينها بسواري كسرى، (وتحققت له هذه النبوءة بعد فتح فارس).
* * *
قصة أم معبد:-
مروا بخيمة أم معبد الخزاعية، ولم يكن عندها طعامًا أو شرابًا. فمسح الرسول ﷺ بيده ضرع شاةٍ عازبة مريضة جاهدة، فتدفقت حليبًا فسقاهم وشرب، ثم واصلوا السير.