216

Commentaires concis sur le texte d'Al-'Aqida Al-Tahawiyya

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

Maison d'édition

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Genres

ولا نفضل أحدًا من الأولياء على أحد من الأنبياء ﵈، ونقول: نبي واحد أفضل من جميع الأولياء:
ــ
حيث الأهمية، وهو فقه الأحكام العملية.
وفي فضل العلماء جاء في الحديث عن النبي ﷺ: "فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب" (١) وذلك لأن نفعهم يتعدّى، وفي رواية: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم" (٢) فالعلماء لهم احترام ومنزلة.
فلا يجوز الطعن فيهم وتنقصهم حتى لو حصل من بعضهم خطأ في الاجتهاد، فهذا لا يقتضي تنقصهم؛ لأنهم قد يخطئون، ومع ذلك هم طالبون للحق، قال النبي ﷺ: "إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد" (٣) وهذا في حق العلماء وليس المتعالمين؛ لأنه لا يحق لهم أن يدخلوا فيما لا يحسنون.
انتقل المصنف ﵀ من العلماء إلى الأولياء.
والأولياء: جمع ولي، والولاية هي القرب والمحبة، فهم أهل القرب والمحبة من الله ﷿، وسُمُّوا بالأولياء لقربهم من الله، ولأن الله يحبهم، قال تعالى: (إن الله يحب التوابين ويحب

(١) أخرجه الترمذي (رقم٢٦٨٧) .
(٢) أخرجه الترمذي (رقم٢٦٩٠) .
(٣) أخرجه البخاري (رقم٧٣٥٢) ومسلم (رقم١٧١٦) .

1 / 238