117

Commentaires concis sur le texte d'Al-'Aqida Al-Tahawiyya

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

Maison d'édition

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Genres

ولا نكفَّر أحدًا من أهل القبلة بذنب، ما لم يستحله: ــ في آخر الزمان، يرفع القرآن إلى الله ﷿، وهذا من علامات الساعة، فيُنزع القرآن من المصاحف وصدور الرجال، فلا يبقى في الأرض. (ولا نكفّر أحدًا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله) هذا كما سبق أن الذنب إذا لم يكن كفرًا أو شركًا مخرجًا من الملة، فإننا لا نُكَفّر به المسلم، بل نعتقد أنه مؤمن ناقص الإيمان، معرض للوعيد وتحت المشيئة. هذه عقيدة المسلم، ما لم يستحله، فإذا استحل ما حرم الله فإنه يكفر، كما لو استحل الربا أو الخمر أو الميتة أولحم الخنزير أو الزنا، إذا استحل ما حرم الله كفر بالله، وكذلك العكس: لو حرم ما أحل الله كفر: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله والمسيح ابن مريم) [التوبة: ٣١] وجاء تفسير الآية بأنهم أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم (١) . أما لو فعل الذنب وهو لم يستحله بل يعترف أنه حرام فهذا لا يكفر ولو كان الذنب كبيرة دون الشرك والكفر لكنه يكون مؤمنًا ناقص الإيمان أو فاسقًا بكبيرته مؤمن بإيمانه.

(١) فعن عدي بن حاتم ﵁ قال: أتيت النبي ﷺ، وفي عنقي صليب من ذهب، فقال: "يا عديُّ اطرح عنك هذا الوثن". وسمعته يقرأ في سورة براءة: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله) قال: أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئًا استحلوه، إذا حرّموا عليهم شيئًا حرموه" أخرجه الترمذي رقم (٣٠٩٥) .

1 / 139