20

الموازنة بين «الفائق» للزمخشري (ت ٥٣٨ هـ) و«النهاية» لابن الأثير (ت ٦٠٦ هـ)

الموازنة بين «الفائق» للزمخشري (ت ٥٣٨ هـ) و«النهاية» لابن الأثير (ت ٦٠٦ هـ)

Genres

ثم يتحدث عن المشكلة التي واجهَتْه، وهي (١): (أني وجدت في الحديث كلماتٍ كثيرة في أوائلها حروف زائدة قد بُنِيت الكلمة عليها، حتى صارت كأنها من نفسها، وكان يلتبس موضعها الأصلي على طالبها)، ورأى أنَّ حَلَّ هذه المشكلة يكمن في (أن أثبتَها في باب الحرف الذي هو في أولها، وإن لم يكن أصليًا، ونَبَّهْتُ عند ذِكْرِهِ على زيادتِه؛ لئلا يراها أحد في غير بابها، فيظنُّ أنّي وَضَعْتُها فيه للجهل بها). • تأثره بمن قبله: كتاب «النهاية» امتداد لجهود من سبقه، اعتمد على السابقين، وأضاف كثيرًا، ف «كتاب الغريبين» لأبي عبيد الهروي (ت ٤٠١ هـ) فيه غريب القرآن والحديث، والعناية بالأسانيد، مرتب على حروف المعجم، جمع فيه كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام، وابن قتيبة، وغيرهما، مع إضافات عليها، ثم جاء أبو موسى المديني ... (ت ٥٨١ هـ) فاستدرك ما فات الهروي بكتاب سماه «المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث»، فجاء ابن الأثير فجعلهما أصلًا، وأضاف عليهما كثيرًا، واستفاد أيضًا من «الفائق» للزمخشري، كما سبق في (ص ٦). • تأثيره فيمن بعده: لما كان كتاب «النهاية» اسما على مسمَّى، اعتمده من جاء بعده، واعتنوا به: نظمًا، واختصارًا، وتذييلًا - كما سبق في ذكر «الخدمات حول الكتاب» ــ. وممن استفاد من «النهاية» العلامة ابن منظور في كتابه «لسان العرب» فقد جعله أحد مصادره الخمسة التي اعتمد عليها.

(١) «النهاية» (١/ ١١).

1 / 20