التعليقات على متن لمعة الاعتقاد لابن جبرين

Ibn Jibrin d. 1430 AH
69

التعليقات على متن لمعة الاعتقاد لابن جبرين

التعليقات على متن لمعة الاعتقاد لابن جبرين

Maison d'édition

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Genres

وقد حاول بعض الجهمية من بعض القراء أن يقرأها بنصب الجلالة، حتى يكون موسى هو الفاعل لينفي عن الله أنه هو المتكلم، ولكن أورد عليه قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ﴾ فهي صريحة في أن الرب هو الفاعل. وقد تكلف الجهمية وغيرهم من نفاة الكلام تأويل هذه الآيات، حتى فسر بعضهم قوله تعالى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ بقوله: المراد جرحه بأظافير الحكمة؛ لأن الكلم: الجرح في اللغة. وهذا تحريف للكلم عن مواضعه، يرده توارد المعنى بألفاظ كثيرة يفهم منها صريح الكلام. ويرده قوله تعالى: ﴿بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي﴾ ولم يقل: (بكلمي) بإسكان اللام حتى يفسر بالجرح، ويرده آيات النداء كما يأتي بعضها قريبا إن شاء الله وكذا آيات القول والحديث ونحوها، والله تعالى يكلم من أراد من خلقه، فيكلم جبريل من وحيه بما أراد، وكلم محمدا ﷺ ليلة الإسراء، كما يأتي في الأحاديث. (د) وأما تكليمه للناس في الآخرة فدليله قوله ﵊ «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان» وكذا

1 / 90