شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
79

شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

Maison d'édition

دار المحدث للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٤ هـ

Lieu d'édition

الرياض

Genres

الله عنها أن الذين أحرموا بالعمرة سعوا بين الصفا والمروة مرتين. وما دام عندنا حديثان صحيحان في أن المتمتع يطوف ويسعى مرتين فإن حديث جابر ﵁ يتعين أن يحمل على الذين لم يحلوا. وما ذهب إليه جماعة من أهل العلم ﵏ ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية في أن المتمتع يكفيه سعي واحد قول ضعيف ويتبين لنا أن الإنسان مهما بلغ من العلم والفهم فإنه لا يسلم من الخطأ لأنه لا معصوم إلا من عصم الله ﷿ والإنسان يخطي ويصيب. وحديث ابن عباس وعائشة ﵄ كلاهما في البخاري ومثل هذا لا يخفى على شيخ الإسلام ابن تيمية لأنه ﵀ من حفاظ الحديث حتى قال بعضهم كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بصحيح ولكن الإنسان بشر فالصواب بلا شك أن المتمتع يلزمه طوافان وسعيان والقياس يقتضي ذلك؛ لأن العمرة انفردت وفصل بينها وبين الحج حل كامل وأحرم الإنسان بالحج إحراما جديدا. وقوله: «فصلى بمكة الظهر» أي صلى الظهر يوم العيد بمكة وهذا من البركة العظيمة في أعماله ﷺ حيث دفع من مزدلفة حين أسفر جدا على الإبل ودفع بسكينة إلا في بطن محسر ورمى جمرة العقبة وذبح الإبل وحلق ولبس ونزل مكة وصلى بها الظهر في هذه المدة الوجيزة مع أن الذي يظهر والله

1 / 83