شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
75

شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

Maison d'édition

دار المحدث للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٤ هـ

Lieu d'édition

الرياض

Genres

والسلام كان يرمي الشيطان بهذه الجمرات مع أنه بعيد، لأن الله ﷿ جعل لنا دواء نرمي به الشيطان إذا عرض لنا وهو أن نستعيذ بالله منه) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ «١) . إذًا الحكمة من رمي الجمرات هو كمال التعبد لله تعالى والتعظيم لأمره، ولهذا يحصل ذكر الله بالقلب واللسان. فإن قال قائل: لماذا لم تكن خمسًا أو ثلاثًا أو تسعًا أو إحدى عشرة حصاة؟ فالجواب: هذا ليس لنا الحق في أن نتكلم فيه كما أنه ليس لنا الحق أن نقول لماذا كانت الصلوات الخمس سبع عشرة ركعة؟ ولماذا لم تكن الظهر ستًا والعصر ستًا والعشاء ستًا مثلًا؟ نقول: هذا لا تدركه عقولنا وليس لنا فيه إلا مجرد التعبد. وقوله: «يكبر مع كل حصاة» والمعية تقتضي المصاحبة فيكبر عندما يرمي ويقذف. وقوله: «كل حصاة منها مثل حصى الخذف» حصى الخذف حصى صغير ليس بكبير، والخذف: هو أن تجعل الحصاة على ظفر الإبهام وتجعل فوقها السبابة. وقدر العلماء

(١) سورة فصلت: آية ٣٦.

1 / 79