Codification de la Sunna Prophétique : Son évolution du premier à la fin du neuvième siècle de l’Hégire
تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري
Maison d'édition
دار الهجرة للنشر والتوزيع،الرياض
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤١٧هـ/١٩٩٦م
Lieu d'édition
المملكة العربية السعودية
Genres
تَدْوينُ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّة نَشْأَتُهُ وَتَطَوُّره من القرن الأوَّل إلى نهاية القرن التاسع الهجري
تأليف: الدكتور محمد بن مطر الزهراني
بسم الله الرحمن الرحيم
المُقَدِّمَة:
وَبِهِ نَسْتَعِين
الحمد لله الذي خلق السموات والأرض، وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، لا يحصي عدد نعمه العادُّون، ولا يؤدي شكره المتحمِّدون، ولا يبلغ مدى عظمته الواصفون، بديع السموات والأرض إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون، أحمده على آلائه، وأشكره على نعمائه، وأستعين به في الشِّدَّة والرَّخاء، وأتوكل عليه فيما أجراه من القدر والقضاء، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأعتقد أن لا ربَّ إلا إيَّاه، شهادة من لا يرتاب في شهادته، واعتقاد من لا يستنكف عن عبادته، وأشهد أنَّ محمدًا ﷺ عبده الأمين ورسوله المكين حسن الله به اليقين، بلَّغ الرسالة وأظهر المقالة ونصح الأمَّة وكشف الغمَّة، وجاهد في سبيل الله المشركين، وعبد ربه حتى أتاه اليقين، فصلى الله على محمَّدٍ سيد المرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين، وأصحابه المنتخبين، وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ١ أما بعد
_________
١ اقتباس من استهلال الخطيب لتاريخ بغداد ١ / ٣.
1 / 3
فقد اختار الله طائفةً لصفوته، وهداهم للزوم طاعته من اتباع سبل الأبرار في لزوم السنن والآثار فزيَّن قلوبهم بالإيمان، وأنطق ألسنتهم بالبيان من كشف أعلام دينه، واتِّباع سنن نبيه، بالدؤوب في الرحل والأسفار وفراق الأهل والأوطار، في جمع السنن ورفض الأهواء والتفقه فيها بترك الآراء، فتجرد القوم للحديث وطلبوه، ورحلوا فيه وكتبوه، وسألوا عنه وأحكموه وذاكروا به ونشروه، وتفقهوا فيه وأصَّلوه، وفرَّعوا عليه وبذلوه، وبيَّنوا المرسل من المتصل، والموقوف من المنفصل، والناسخ من المنسوخ، والمحكم من المفسوخ، والمفسَّر من المجمل، والمستعمل من المهمل، والغريب من المشهور.
والعدول من المجروحين، والضعفاء من المتروكين، والكشف عن المجهول، وما حُرِّف أو قُلِب من المنحول من مخايل التدليس وما فيه من التلبيس، حتى حفظ الله بهم الدِّين على المسلمين، وصانه عن ثلب القادحين، وجعلهم عند التنازع أئمة الهدى، وفي النوازل مصابيح الدُّجى، فَهُمْ ورثة الأنبياء ومأنس الأصفياء. ١
وقد جعل الله تعالى أهل الحديث أركان الشريعة، وهدم بهم كل بدعة شنيعة، فهم أمناء الله من خليقته، والواسطة بين
_________
١ انظر: صحيح ابن حبان ١ / ٨٤.
1 / 4
النَّبي ﷺ وأمته، والمجتهدون في حفظ ملَّته، أنوارهم زاهرة، وفضائلهم سائرة، ومذاهبهم ظاهرة، وحججهم قاهرة، وكل فئة تتحيَّز إلى هوى ترجع إليه، أو تستحسن رأيًا تعتكف عليه، سوى أصحاب الحديث فإن كتاب الله عُدَّتُهم، والسُّنَّة المطهَّرة حُجَّتُهم، والرسول ﷺ فِئتهم وإليه نسبتهم، لا يعرِّجون على الأهواء، ولا يلتفتون إلى الآراء، يُقبل منهم ما رووا عن رسول الله ﷺ وهم المأمونون عليه حفظة الدين وخزنته، وأوعية العلم وحملته، منهم كل عالم فقيه، وإمام رفيع نبيه، وقارئٌ متقن، وخطيب محسن، وهم الجمهور العظيم، وسبيلهم السبيل المستقيم، ومن كادهم قصمه الله، ومن عاندهم خذله الله، لا يضرهم من خالفهم، ولا يفلح من اعتزلهم المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير، وبصر الناظر بالسوء إليهم حسير، وإن الله على نصرهم لقدير ١.
وبعد:
فهذه نبذٌ يسيرة من جهود تلك الأجيال المتعاقبة من سلفنا الصالح المذكور وصفهم آنفًا، الذين بذلوا كل جهد وكل غالٍ ونفيس في سبيل خدمة السُّنَّة المطهَّرة وحفظها وتدوينها ونقلها إلى الأمة.
_________
١ انظر: شرف أصحاب الحديث للخطيب ص: ٨ – ٩.
1 / 5
جمعت هذه النبذ من مصادر شتَّى، وألَّفت بينها مع شيء يسير من التعليق والربط والتعريف بتلك الجهود، وذلك خلال قيامي بتدريس (مادة تدوين السُّنَّة النبوية عبر عصوره المختلفة) لطلبة السُّنَّة الأولى بكلية الحديث بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، حيث ألفيت موضوعات منهج هذه المادة لايجمعها أو أكثرها كتاب ليكون موافقًا - أو على الأقل مقاربًا - لمنهج هذه المادة في الكلية، وليكون مرجعًا بيد الطلبة في العاجل على أن يعود إلى مصادره الأصلية في الآجل.
فرتَّبته وهذَّبته وسمَّيته: تدوين السُّنَّة النبوية نشأته وتطوره من القرن الهجري الأول إلى نهاية القرن الهجري التاسع.
وضمنته خمسة أبواب وتحت كل باب عدة فصول وقسَّمت كل فصل إلى عدة فقرات.
وقد بدأته بتمهيد شرحت فيه معنى جملة تدوين السُّنَّة.
ثم جعلت الباب الأول في بيان مكانة السُّنَّة في الإسلام وعناية السلف بها.
وفيه ثلانة فصول:
الفصل الأول: في ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله ﷿ وحكم سُّنَّة رسول الله ﷺ.
1 / 6
وذكرت فيه ما جاء في ذلك من الكتاب والسُّنَّة وأقوال السلف.
والفصل الثاني: عن عناية السلف بالسُّنَّة وضمنته ثلاث فقرات هي:
أولًا: عناية الصحابة بالسنة
وثانيا: عناية التابعين ومن بعدهم
وثالثا: الرحلة في طلب الحديث
أما الفصل الثالث فقد تحدثت عن موقف أصحاب الأهواء والفرق من حجية السنة، وقسمته إلى ثلاث فقرات:
الأولى: عن الذين يردُّون السُّنَّة مطلقًا.
الثانية: عن الذين يردُّون خبر الآحاد.
الثالثة: عن الذين يردُّون الزيادة على النص.
وتحدثت في الباب الثاني عن تدوين السُّنَّة في القرنين الأول والثانى حيث قسمته إلى فصلين:
الأول: التدوين في القرن الأول: وقد أثبتُّ فيه بالأدلَّة والبراهين أن التدوين قد بدأ بداياته الأولى في زمن النبي ﷺ.
ثم ذكرت جهود الصحابة ثم التابعين بمختلف طبقاتهم في التدوين في هذا القرن.
والثاني: التدوين في القرن الثاني الهجري: وفيه أشرت إلى
1 / 7
تطوُّر التدوين في هذا القرن وذكرت قائمة بأسماء أشهر المصنفين في هذا العصر، ثم درست نموذجًا مما أُلُّف في هذا القرن دراسةً موجزةً، وهذا النموذج هو "موطأ الإمام مالك" ﵀.
أما الباب الثالث: فخصصته للكلام عن تدوين السُّنَّة في القرن الثالث الهجري الذي يعتبر أزهى عصور تدوين العلوم الإسلامية، وعلوم السُّنَّة النَّبويَّة على وجه الخصوص.
وقد جعلته في فصلين قدمت لهما بكلمة موجزة عن جهود علماء هذا القرن في تطوير التدوين وابتكارهم في طريقة التأليف، وتنويعهم مجالات التصنيف.
الفصل الأول: ضمنته الكلام عن المسانيد في فقرتين: -
الأولى: عن تعريف المسانيد وطريقة تأليفها وأهم المسانيد.
والثانية: دراسة موجزة عن مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى.
والفصل الثاني: فيه دراسة موجزة جدًا عن كل واحد من الكتب الستة المعروفة، وأوجزت الدراسة فيها لأمرين:
الأول: أنها معروفة ومشهورة والدراسات عنها كثيرة في القديم والحديث.
والثاني: أنَّ هذه الكتب تدرس في سنوات الكُلِّيَّة الأربع، ويأخذ الطلبة نماذج منها مع التعريف بكل كتابٍ ومؤلفه.
1 / 8
أما الباب الرابع: فقد ذكرت فيه التدوين في القرنين الرابع والخامس، وذلك في فصلين:
الأول: عن التدوين في القرن الرابع الهجري، وفيه فقرتان:
الأولى: تعريفٌ موجزٌ ببعض الكتب المدوَّنة في السُّنَّة في هذا القرن وهي سبعة كتب: -
١- صحيح ابن خزيمة.
٢- صحيح ابن حبان.
٣- مستدرك الحاكم.
٤- شرح مشكل الآثار للطحاوي.
٥- المعجم الكبير للطبراني.
٦- سنن الدارقطني.
٧- السنن الكبرى للبيهقى.
والفقرة الثانية: عن كتب المستخرجات.
والفصل الثاني: خصصته للتدوين في القرن الخامس الهجرى.
وقد اشتمل على موضوعين:
الأول: ذكر أهم الكتب المؤلفة في الجمع بين الكتب الستة أو بعضها.
والثاني: تعريفٌ موجزٌ بثلاثة كتب هى:
١- شرح السُّنَّة للبغوي.
٢- مصابيح السُّنَّة للبغوي أيضًا.
٣- جامع الأصول لابن الأئير.
1 / 9
وفي الباب الخامس تكلمت عن: "اتجاه التدوين بعد القرن الخامس الهجري" وجعلته فصلين مهَّدتُ لهما بتعريفٍ موجزٍ بأحوال العالم الإسلامي خلال القرون الأربعة من القرن الخامس إلى نهاية الفرن التاسع تقريبًا وذلك في فقرتين: -
الأولى: عن أهم المحن والفتن التي واجهت المسلمين عمومًا وأهل السُّنَّة خصوصًا.
والثانية: عن جهود العلماء في مقاومة هذه الفتن والمحن وإبراز جهود أهل السُّنَّة في ذلك مع بيان أنهم كانوا هم المنقذ - بعد الله - للمسلمين مما تردَّوا فيه من البدع والخرافات وجميع الانحرافات.
أما الفصل الأول: فقد تضمن الكلام عن الكتب التي أُلِّفت في موضوعات خاصة محدودة مثل:
١- كتب الموضوعات.
٢- كتب الأحكام.
٣- كتب الغريب.
٤- كتب الترغيب والترهيب.
والفصل الثاني: عن كتب الموضوعات الشاملة العامة مثل: كتب الأطراف والتخريج والزوائد والمجاميع ونحوها.
ولعلَّه بهذا البيان الموجز عما تضمَّنه هذا الكتاب يتبيَّن المراد من العنوان: "تدوين السُّنَّة النبوية نشأته وتطوره".
1 / 10
وبعد: فهذا تلخيصٌ موجزٌ لتلك الجهود الخيِّرة المباركة التي قدمها سلفنا الصالح عبر عصوره المختلفة في خدمة الإسلام عمومًا والسُّنَّة المطهَّرة على وجه الخصوص.
وفي الختام أحب أن أنبِّه على الأمور التالية:
١- أن سبب اقتصاري على القرون التسعة الأولى هو أنه لم يعد في العصور التالية لها تجديد ولا ابتكار، وما كان من جهود في خدمة السُّنَّة بعد ذلك إنما هو بمثابة تكرار لجهود السابقين أو خدمة لها بالشروح والتلخيصات والتعليقات ونحو ذلك.
٢- أنه كانت هناك جهود مخلصة ومباركة لعلماء الهند بعد القرن التاسع لخدمة السُّنَّة وذلك من خلال عنايتهم بكتب السلف، روايةً وسماعًا وشرحًا وتعليقًا ونحو ذلك، وعلى رأس تلك الكتب التي اعتنوا بها الكتب الستة، وكذلك من خلال التصنيف في علوم الحديث المختلفة وغير ذلك من المجالات مما لا يتسع المقام لبسطه.
٣- عاد للحرمين شيء من مكانتهما العلمية بعد القرن التاسع، وذلك بعد أن فقدت تلك المكانة منذ القرن الثالث الهجري تقريبًا، وذلك بسبب تسلط الروافض في هذين البلدين على الولاية والمنبر، نص على ذلك كل من: الإمام ابن تيمية في المجلد الثامن والعشرين من "الفتاوى"، والحافظ الذهبي في كتابه "معرفة الأمصار ذوات الآثار"، وشمس الدين السخاوي في كتابه "التحفة اللطيفة" وكذلك أشار إلى ذلك ابن بطوطة في رحلته.
1 / 11
إذ بعد دخول العثمانيين أرض الشام ومصر والحجاز كان لهم جهودٌ مشكورةٌ في قمع الروافض في الحجاز وفي غيره من ديار الإسلام، كما كان لأسلافهم التركمان والسلاجقة مثل ذلك الموقف مع الروافض والباطنيين في زمانهم.
وكان ممن له جهود في خدمة السُّنَّة فيما بعد القرن العاشر الهجري كل من: عبد الرؤف المناوي (ت ١٠٣١ هـ)، وعلي القاري (ت ١٠١٤ هـ)، ومحمد عبد الهادي السندي (ت ١١٣٨ هـ) وغيرهم.
٤- قامت في جزيرة العرب نهضة علمية سلفيَّة على منهاج أهل السُّنَّة والجماعة مستنيرة بجهود مدرسة شيخ الإسلام الحافظ أبي العباس ابن تيمية وتلاميذه، وذلك على يد شيخ الإسلام المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه وأحفاده منذ القرن الثاني عشر الهجري، ومازلنا نعيش بفضل الله على آثار تلك النهضة السلفيَّة المباركة، والتي أعادت لأهل السُّنَّة مكانتهم ورفعت رؤوسهم بعد أن طغت البدع وانتفش أصحابها على أهل السُّنَّة في الأعصار المتأخرة.
٥- كان لكل من الشيخ أحمد بن محمد بن شاكر- ﵀ والشيخ محمد ناصر الدين الألباني – حفظه الله - جهود طيبة ومفيدة في هذا القرن في خدمة السُّنَّة وعلومها تحقيقًا وتخريجًا وغير ذلك.
1 / 12
٦- أن من كَتَبَ في التدوين وما يتعلق به قبلي اقتصروا على الكلام عن ذلك في القرن الأول وبعضهم توسع قليلًا إلى القرن الثالث مع الاختصار في ذلك، وأكثر من توسع في هذا فيما اطلعت عليه: الشيخ أبو زهو في كتابه "الحديث والمحدثون"، لكنني سلكت منهجًا غير الذي سلك في كتابه، وذلك أنني راعيت المنهج المقرَّر في الكُلِّيَّة قدر الإمكان، وأسال الله التوفيق والسَّداد لما يحبه ويرضاه.
وكتبه محمّد بن مطر الزهراني
في المدينة النَّبويَّة حرسها الله
في الخامس عشر من شهر ربيع الأول من عام ألف وأربعمائة واثني عشر من هجرة المصطفى ﷺ.
1 / 13
تمهيد
قبل أن أشرع في بيان أبواب وفصول هذا الكتاب أحب أن أمهِّد بين يدي أبحاثه وموضوعاته بشرح عنوانه:
فالتدوين في اللغة: تقييد المتفرق وجمع المتشتت في ديوان؛ ومنه جمع الصحف في كتاب، وهو فارسي معرَّب. ١
وفي الاصطلاح: يستعمل التدوين بمعنى التصنيف والتأليف.
أما السُّنَّة في اللغة: فهي السيرة والطريقة حسنة كانت أو قبيحة.
ومنه قوله ﷺ: "من سنَّ في الاسلام سُنِّةً حسنةً فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئأ، ومن سنَّ في الإسلام سُّنَّة سيئةً كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئًا". ٢
ومنه قول خالد بن زهير الهذلي:
فلا تجزعن من سُّنَّةٍ أنت سرتها
...
فأول راضٍ سُّنَّةً من يسيرها
_________
١ انظر: مادة "دون" في الصحاح للجوهري، والقاموس المحيط للفيروزآبادي، وتاج العروس للزبيدي.
٢ رواه مسلم في كتاب العلم من صحيحه ح: ١٥.
1 / 14
ومن معانيها في اللغة أيضًا: حسن الرعاية والقيام على الشيء، وذلك من قول العرب: "سنَّ الرجل إبله إذا أحسن رعايتها والقيام عليها". ١
وفي الاصطلاح: تطلق السُّنَّة ويراد بها عدة اصطلاحات: -
١- قال ابن منظور: "وقد تكرر في الحديث ذكر السُّنَّة وما تصرف منها والأصل فيه: الطريقة والسيرة، وإذا أطلقت في الشرع، فإنما يراد بها ما أمر به النبي ﷺ ونهى عنه وندب إليه قولًا وفعلًا مما لم ينطق به الكتاب العزيز، ولهذا يقال في أدلة الشرع: الكتاب والسُّنَّة، أي القرآن والحديث". ٢
٢- وقال الإمام الشاطبي: "ويطلق لفظ السُّنَّة أيضًا في مقابلة البدعة، فيقال: فلان على سُّنَّةٍ، إذا عمل على وفق ما عمل عليه النبي ﷺ، ويقال: فلان على بدعةٍ، إذا عمل على خلاف ذلك". ٣
ثم قال أيضًا: "ويطلق لفظ السُّنَّة على ما عمل عليه الصحابة، وُجد ذلك في الكتاب أو لم يوجد، لكونه اتِّباعًا لسُنَّةٍ ثبتت عندهم لم تُنقل إلينا أو اجتهادًا مجتمعًا عليه منهم أو من
_________
١ انظر: مادة "سنن" في الصحاح ولسان العرب لابن منظور.
٢ انظر: مادة "سنن" في لسان العرب.
٣ انظر: الموافقات للشاطبي ٤ / ٣ – ٤.
1 / 15
خلفائهم لقوله ﷺ: "عليكم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاء الراشدين المهديين". ١
وبعد أن استقرت المصطلحات، وقعدت العلوم الاسلامية، أصبح للفظ السُّنَّة مفهومات ومصطلحات جديدة منها:
١- ما يذكره المحدثون في كتبهم: "كل ما أُثِر عن النَّبيِّ ﷺ من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ أو صفةٍ". ٢
٢- ما يذكره علماء أصول الفقه: "كل ما صدر عن النَّبي ﷺ من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ مما يصلح أن يكون دليلًا لحكمٍ شرعى". ٣
٣- ما يذكره الفقهاء في كتبهم: "ما في فعله ثوابٌ وفي تركه ملامةٌ وعتابٌ لا عقاب". ٤
_________
١ رواه أحمد في المسند ٤ / ١٢٦ – ١٢٧، وأبو داود في السنة من سننه ٥ / ١٣ ح: ٤٦٠٧، وأبو عيسى الترمذي في كتاب العلم من جامعه ٥ / ٤٤ ح: ٢٦٧٦ وقال: "حسن صحيح"، ورواه أيضًا ابن ماجه في سننه ١ / ٤٣ ح: ٩٦.
٢ فتح المغيث للسخاوي ١ / ٦.
٣ ابن النجار: شرح الكوكب المنير ٢ / ١٥٩ – ١٦٠، ومذكرة أصول الفقه للأمين الشنقيطي ص: ٩٥.
٤ قاسم القونوي: أنيس الفقهاء ص: ١٠٦.
1 / 16
أو: "ما أمر به أمرًا غير جازم" ١
وجملة تدوين السُّنَّة من باب الإضافة المعنوية الحقيقية المحضة، وذلك لأن الإضافة فيه بمعنى اللام وإنها مؤثرة في المضاف تعريفًا حيث أضيف إلى معرفة فاكتسب التعريف من إضافته إليها ٢، والله أعلم.
أما جملة: نشأته وتطوره فتقدم الكلام على ذلك في المقدمة.
_________
١ابن النجار: شرح الكوكب المنير ٢ / ١٥٩ – ١٦٦، ومذكرة الشيخ الأمين في الأصول ص: ١٦.
٢ابن مالك: شرح الكافية الشافية ٢ / ٩٠٩.
الباب الأول: مكانة السنة في الإسلام وعناية السلف بها الفصل الأول: ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله وحكم سُّنَّة ... الفصل الأول: ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله وحكم سُّنَّة رسول الله ﷺ ١ السُّنَّة بالمعنى الذي مرَّ ذكره في التمهيد "ما أضيف إلى النَّبي ﷺ من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ " هى أحد قسمي الوحي الإلهي الذي أُنزل على رسول الله ﷺ والقسم الآخر من الوحي هو القرآن الكريم الذي _________ ١ هذا العنوان مقتبسُ مما عنون به الخطيب في كتابه "الكفاية" ص: ٣٩ يشير بهذا العنوان إلى أن القرآن والسُّنَّة متساوين في مرتبة واحدة من حيث الاعتبار والحُجِّيَّة في إثبات الأحكام الشرعية، وقال الدكتور عبد الغني عبد الخالق في رسالة " بحوث في السُّنَّة المشرَّفة" المختصرة من كتابه "حُجِّيَّة السُّنَّة": إن السنة مع الكتاب مرتبة واحدة من حيث الاعتبار والاحتجاج بهما على الأحكام الشرعية ولبيان ذلك نقول: من المعلوم أنه لا نزاع في أن الكتاب يمتاز عن السُنَّة ويفضل عنها بأن لفظه منزَّل من عند الله سبحانه، متعبَّدٌ بتلاوته، معجِزٌ للبشر أن يأتوا بمثله بخلافها فهي متأخرة عنه في الفضل من هذه النواحي لكن ذلك لا يوجب التفضيل بينهما من الحجِّيَّة بأن تكون مرتبة السُنَّة التأخُّر عن الكتاب فتُهدر ويُعمل به وحده عند تعارضهما، وإنما كان الأمر كذلك لأن حُجِّيَّة الكتاب إنما جاءت من ناحية أنه وحيٌ من عند الله، والسنَّة مساوية للقرآن من هذه الناحية فإنها مثله، فيجب القول بعدم تأخُّرها عنه في الاعتبار. اه بتصرفٍ يسير. ثم ذكر الشُّبَه التي تعلَّق بها من يقول بتأخر السنَّة عن الكتاب في الاعتبار، وردَّها بردودٍ دقيقة. راجع تفصيل ذلك في " بحوث في السنَّة المشرَّفة" ص: ٢٥ – ٣٠ وما سيأتي في هذا الفصل من أقوال السلف يؤيِّد ما ذكره رحمه الله تعالى.
الباب الأول: مكانة السنة في الإسلام وعناية السلف بها الفصل الأول: ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله وحكم سُّنَّة ... الفصل الأول: ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله وحكم سُّنَّة رسول الله ﷺ ١ السُّنَّة بالمعنى الذي مرَّ ذكره في التمهيد "ما أضيف إلى النَّبي ﷺ من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ " هى أحد قسمي الوحي الإلهي الذي أُنزل على رسول الله ﷺ والقسم الآخر من الوحي هو القرآن الكريم الذي _________ ١ هذا العنوان مقتبسُ مما عنون به الخطيب في كتابه "الكفاية" ص: ٣٩ يشير بهذا العنوان إلى أن القرآن والسُّنَّة متساوين في مرتبة واحدة من حيث الاعتبار والحُجِّيَّة في إثبات الأحكام الشرعية، وقال الدكتور عبد الغني عبد الخالق في رسالة " بحوث في السُّنَّة المشرَّفة" المختصرة من كتابه "حُجِّيَّة السُّنَّة": إن السنة مع الكتاب مرتبة واحدة من حيث الاعتبار والاحتجاج بهما على الأحكام الشرعية ولبيان ذلك نقول: من المعلوم أنه لا نزاع في أن الكتاب يمتاز عن السُنَّة ويفضل عنها بأن لفظه منزَّل من عند الله سبحانه، متعبَّدٌ بتلاوته، معجِزٌ للبشر أن يأتوا بمثله بخلافها فهي متأخرة عنه في الفضل من هذه النواحي لكن ذلك لا يوجب التفضيل بينهما من الحجِّيَّة بأن تكون مرتبة السُنَّة التأخُّر عن الكتاب فتُهدر ويُعمل به وحده عند تعارضهما، وإنما كان الأمر كذلك لأن حُجِّيَّة الكتاب إنما جاءت من ناحية أنه وحيٌ من عند الله، والسنَّة مساوية للقرآن من هذه الناحية فإنها مثله، فيجب القول بعدم تأخُّرها عنه في الاعتبار. اه بتصرفٍ يسير. ثم ذكر الشُّبَه التي تعلَّق بها من يقول بتأخر السنَّة عن الكتاب في الاعتبار، وردَّها بردودٍ دقيقة. راجع تفصيل ذلك في " بحوث في السنَّة المشرَّفة" ص: ٢٥ – ٣٠ وما سيأتي في هذا الفصل من أقوال السلف يؤيِّد ما ذكره رحمه الله تعالى.
1 / 17
هو كلام الله ربِّ العالمين، مُنَزَّلٌ غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود. وقد جاءت النصوص من القرآن والسُّنَّة وإجماع السلف مصرحة بذلك.
فمن القرآن:
قوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوْحَى﴾ ١
وقوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ . ٢ وقوله سبحانه: ﴿وَمَاآتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوْهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيْدُ العِقَابِ﴾ . ٣
وقوله سبحانه: ﴿قلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّوُنَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ . ٤
وقوله ﵎: ﴿فلاَ وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيْمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًَا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيْمًَا﴾ . ٥
_________
١ الآيتان ٣ – ٤ من سورة النجم.
٢ الآية ٤٤ من سورة النحل.
٣ الآية ٧ من سورة الحشر.
٤ الآية ٣١ من سورة آل عمران.
٥ الآية ٦٥ من سورة النساء.
1 / 18
وقوله ﷿: ﴿فليحذَرِ الَّذِيْنَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيْبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيْبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ﴾ . ١
وهناك آياتٌ كثيرة في الحثِّ على اتباع السُّنَّة ووجوب لزومها وتحريم مخالفتها، ولا يتسع المقام لسردها كلها هنا.
ومن السُّنَّة:
١- عن أبي رافعٍ مولى رسول الله ﷺ قال: قال رسول الله ﷺ: "لا ألفين أحدكم متكئًا على أريكته يأتيه أمرٌ مما أَمرتُ به أو نهيت عنه فيقول: لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه". ٢
٢- وعن المقدام بن معد يكرب أن رسول الله ﷺ قال: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلالٍ فأحلُّوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرِّموه، ألا وإن ما حرَّم رسول الله ﷺ كما حرَّم الله". ٣
٣- وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: "لعلَّ أحدكم يأتيه حديثٌ من حديثي وهو متكئٌ على أريكته
_________
١ الآية ٦٣ من سورة النور.
٢ رواه أبو داود في سننه ٥ / ١٢ ح: ٤٦٠٥ ورجاله كلهم ثقات، ورواه أيضًا الترمذي في كتاب العلم من جامعه ٥ / ٣٧ ح: ٢٦٦٣ وقال: هذا حديث حسن صحيح.
٣ رواه أبو داود في سننه ٥ / ١٠ ح: ٤٦٠٤ ورجاله كلهم ثقات، ورواه أيضًا الترمذي في كتاب العلم من جامعه ٥ / ٣٨ ح: ٢٦٦٤ وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
1 / 19
فيقول: دعونا من هذا، ما وجدنا في كتاب الله اتَّبعناه". ١
٤- وعن العرباض بن سارية أن رسول الله ﷺ قال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدًا حبشيًا، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسَّكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإنَّ كل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة". ٢
والنصوص من السُّنَّة كثيرة في الحثِّ على الالتزام بالسُّنَّة وتبليغها، وأكتفي هنا بما ذكرت. ٣
ومن أقوال السلف:
١- عن الحسن البصري أن عمران بن الحصين كان جالسًا ومعه أصحابه فقال رجل من القوم: لا تحدثونا إلا بالقرآن، قال: فقال له: أدن فدنا، فقال: "أرأيت لو وُكِلتَ أنت وأصحابك إلى القرآن أكنت تَجِدُ فيه صلاة الظهر أربعًا، وصلاة العصر أربعًا والمغرب ثلاثًا تقرأ في اثنتين
أرأيت لو وُكِلت أنت وأصحابك إلى القرآن، أكنت تَجد الطواف سبعًا، والطواف بالصفا والمروة؟
_________
١ أخرجه الخطيب في كتابه الكفاية ص: ٤٢ من طريقين، وكذلك ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ٢ / ١٨٩.
٢ رواه أبو داود في سننه ٥ / ١٣ ح: ٤٦٠٧، وكذلك الترمذي في كتاب العلم من جامعه ٥ / ٤٤ ح: ٢٦٧٦ وقال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح
٣ ومن أراد الاطلاع على المزيد من هذه النصوص فليراجع "حجِّيَّة السنَّة" لعبد الغني بن عبد الخالق ص: ٣٠٨ – ٣٢٢.
1 / 20
ثم قال: أي قوم خذوا عنَّا، فإنَّكم والله إن لا تفعلوا لتضُلُّن". ١
٢- عن محمد بن كثير، عن الأوزاعى، عن حسان بن عطية قال: "كان جبريل ينزل على النَّبي ﷺ بالسُّنَّة كما ينزل عليه بالقرآن". ٢
٣- وعن أيوب السختياني: أن رجلًا قال لمطرف بن عبد الله ابن الشخير: لا تحدثونا إلا بما في القرآن، فقال له مطرف: "إنَّا والله ما نريد بالقرآن بدلًا، ولكنا نريد من هو أعلم بالقرآن منا". ٣
٤- وعن الأوزاعي قال: قال أيوب السختيانى: "إذا حدثت الرجل بالسُّنَّة فقال: دعنا من هذا وحدثنا من القرآن، فاعلم أنه ضالٌّ مضلٌّ". ٤
٥- قال الأوزاعي، ومكحول، ويحي بن أبى كثير وغيرهم: "القرآن أحوج إلى السُّنَّة من السُّنَّة إلى الكتاب، والسُّنَّة قاضيةٌ على الكتاب، وليس الكتاب قاضيًا على السُّنَّة". ٥
_________
١ رواه البيهقي في مدخل الدلائل ١ / ٢٥، وأخرجه الخطيب في الكفاية ص: ٤٨ من عدة طرق، وكذلك أبو عمر بن عبد البر في الجامع ٢ / ١٩١.
٢ رواه الدارمي في السنن ١ / ١٧٧ ح: ٥٤٩ باب السنة قاضية على كتاب الله، والخطيب في الكفاية ص: ٤٨، وأخرجه ابن عبد البر في الجامع ١ / ١٩١، وأخرجه البيهقي في المدخل كما في "مفتاح الجنة" للسيوطي ص: ١٠.
٣ رواه البيهقي في المدخل كما في حجية السنة ص: ٣٣١، وابن عبد البر في الجامع ١ / ١٩١.
٤ أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث ص: ٦٥، والبيهقي في المدخل كما في حجية السنة ص: ٣٣٢، والخطيب في الكفاية ص: ٤٩
٥ رواه الدارمي في سننه ١ / ١٧ ح: ٥٩٣ باب السنة قاضية على كتاب الله
1 / 21
٦- وقال الفضل بن زياد: "سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل - وسئل عن الحديث الذي روي أن السُّنَّة قاضيةٌ على الكتاب فقال -: ما أجسر على هذا أن أقوله، ولكن السُّنَّةَ تفسر الكتاب، وتعرف الكتاب وتبيِّنُه". ١
٧- ذكر الإمام الشافعي الآيات التي ذكر فيها الكتاب والحكمة كقوله تعالى: ﴿لقدَ مَنَّ اللهُ عَلَى المؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيْهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيْهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ . ٢
ثم قال: "ذكر الله الكتاب وهو القرآن، وذكر الحكمة فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة سُّنَّة رسول الله ﷺ؛ لأنَّ القرآن ذِكرٌ واتَّبعته الحكمة، وذكر الله منَّه على خلقه بتعليمهم الكتاب والحكمة، فلم يجز- والله أعلم – أن يقال: الحكمة ها هنا إلا سُّنَّة رسول الله ﷺ، وذلك أنها مقرونة مع كتاب الله، وأن الله افترض طاعة رسوله وحتَّم على الناس اتِّباع أمره، فلا يجوز أن يقال لقولٍ: فرض إلا لكتاب الله، ثم سُّنَّة رسول الله ﷺ. ٣
٨- قال الحافظ أبو عمر ابن عبد البر: "البيان منه ﷺ على ضربين:
_________
١ أخرجه الخطيب في الكفاية ص: ٤٧، وابن عبد البر في الجامع ٢ / ١٩١ – ١٩٢.
٢ الاية ١٦٤ من سورة آل عمران.
٣ انظر: الرسالة ص: ٧٦ – ٧٧.
1 / 22