28

Clarification of the Truth of Tawhid Brought by the Messengers and Refutation of the Misconceptions Raised About It

بيان حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل ودحض الشبهات التي أثيرت حوله

Maison d'édition

الجامعة الإسلامية

Lieu d'édition

المدينة المنورة

Genres

وهو حديث صحيح مروي عن عدّة طرق في صحيح مسلم وغيره، وقد استدلّوا به على استحالة وقوع الشرك في جزيرة العرب. والجواب عن ذلك: بما قاله ابن رجب ﵀: "أنّ المراد: أنّه يئس أن تجتمع الأمّة كلها على الشرك الأكبر". وأشار ابن كثير إلى هذا المعنى عند تفسير قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ﴾ . وأيضا في الحديث المذكور نسبة اليأس إلى الشيطان مبنيا للفاعل، ولم يقل: "أيِّسَ" بالبناء للمفعول، وإياسه ظنٌّ منه وتخمين لا عن علم، لأنه لا يعلم الغيب، وهذا غيب لا يعلمه إلاّ الله، وظنّه هذا تكذِّبه الأحاديث الثابتة عن النّبيّ ﷺ، والتي أخبر فيها عن وقوع الشرك في هذه الأمّة من بعده، ويكذّبه الواقع، فإنّ كثيرًا من العرب ارتدّوا عن الإسلام بعد وفاة النّبيّ ﷺ بأنواعٍ من الردَّة. والله أعلم. سادسا: ومن شُبههم: تعلقهم بقضية الشفاعة، حيث يقولون: نحن لا نريد من الأولياء والصالحين قضاء الحاجات من دون الله، ولكن نريد منهم أن يشفعوا لنا عند الله، لأنّهم أهل صلاح ومكانة عند الله - سبحانه

1 / 30