Le Pacte Précieux en Explication des Hadiths des Fondements de la Religion

Ibn Ghannam Maliki Najdi d. 1225 AH
92

Le Pacte Précieux en Explication des Hadiths des Fondements de la Religion

العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

Chercheur

محمد بن عبد الله الهبدان

Maison d'édition

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Numéro d'édition

الأولى ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

Lieu d'édition

الرياض

الله بذلك ﴿كَمَا لهُمْ آلِهَةٌ﴾ كل منهم مقيم على عبادتها وناسك، فأجابهم ﵊ بالجواب المسدد الموفق، والحكم الفصل المحقق، مفتتحا له ببيان وصفهم وما هم عليه من الجهل المطلق قال: ﴿قَال إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ (الأعراف: من الآية ١٣٨) إذ سؤالكم هذا بعد ما رأيتم الآيات لا يناسب ولا يجوز لو كنتم تعلمون، ثم أفصح لهم في الجواب عن السؤال، بإيضاح عاقبة أولئك القوم وما يصيرون إليه من الحال، وإنهم ولو كان قصدهم التقرب إلى الله تعالى فهو عين الكفر والضلال، وأن الله تعالى هادم ما لهم من الدين، ومحطم أصنامهم التي لا يزالون عليها عاكفين، فتقربهم بذلك إلى الله باطل، وضلالهم وشركهم زائل، وحالهم إلى سوء العاقبة آيل. قال: ﴿قَال أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلهًا﴾ أي اطلب لكم غيره معبودا ﴿وَهُوَ فَضَّلكُمْ عَلى الْعَالمِينَ﴾ (الأعراف: من الآية ١٤٠) أي: من كان منكم موجودا. وفيه غاية التنبيه على سوء هذه المقالة، حيث قابلوا ما هم فيه من النعم والتفضيل وحسن الحالة، بالكفر والشرك والضلالة. قوله: "لتركبن سنن من كان قبلكم" يحتمل أن يكون بفتح السين، أي: طريق من كان قبلكم من الأولين، ويحتمل أن يكون بضمها، فيكون المراد بها الطرائق، أي: لتأخذن أو لتأتين ما آتاه من قبلكم من الخلائق. وقد أخبر ﷺ بهذا المقال، فوقع كما أخبر، وطابق المقال وقائع الحال. ولو نرخي لطرف الفهم في هذا الميدان الرسن، فيجول في تتبع ما آتاه أهل الشرك والضلال من السنن، وما غيروه من الشرع القويم، والصراط المستقيم الذي هو أقوم سنن، لاستوعب من الأسفار سفرا ضخما، مع أني لا أحيط بجميعه علما، ولو وجدنا ما فعله أهل البدع والشرك

1 / 110