218

Le Pacte Précieux en Explication des Hadiths des Fondements de la Religion

العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

Chercheur

محمد بن عبد الله الهبدان

Maison d'édition

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Numéro d'édition

الأولى ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

Lieu d'édition

الرياض

الله ﷺ قد غلبه الوجع، حسبنا كتاب الله، وكثر اللغط في ذلك حتى قال النبي ﷺ: "قوموا عني لا ينبغي عندي التنازع" (١) . ومن ذلك، اختلافهم عن التخلف عن جيش أسامة ﵁، فقال قوم بوجوب الاتباع، لقوله ﷺ: "جهزوا جيش أسامة" (٢)، وقال قوم بالتخلف، انتظارا لما يكون من رسول الله في مرضه. ومن ذلك اختلافهم في موته، حتى قال عمر ﵁: من قال إن محمدا قد مات علوته بسيفي، وإنما رفع إلى السماء، كما رفع عيسى بن مريم، وقال أبو بكر ﵁: من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد إله محمد فإنه حي لا يموت، وتلا قوله تعالى: ﴿مَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ (آل عمران: من الآية ١٤٤) فرجع القوم إلى قوله، وقال عمر ﵁: كأني ما سمعت هذه الآية إلا الآن" (٣) . ومن ذلك اختلافهم في موضع دفنه بمكة أو المدينة أو القدس، حتى سمعوا ما روي من أن الأنبياء يدفنون حيث يموتون" (٤) . ومن ذلك اختلافهم في الإمامة، وفي ثبوت الإرث عن النبي ﷺ ورجوعهم للنصوص في ذلك. ومن ذلك اختلافهم في قتال مانعي الزكاة، حتى قال عمر ﵁: كيف نقاتلهم وقد قال ﵊: "أمرت أن أقاتل الناس

(١) رواه البخاري ١٦٣٧) من حديث ابن عباس. (٢) انظر: السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية ص ٦٨٥. (٣) رواه البخاري (٤٤٥٤) . (٤) تقدم تخريجه.

1 / 243