Le contrat détaillé sur la tribu de la gloire renforcée
العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل
فأمّا قولي فيها: يوقولن في الدنيا بنت دارك العلى الخ، ففيه العقد وهو نظم الكلام المنثور، ويقابله الحل، وهو نثر المنظوم وكلاهما من محسناة الكلام. وقد عقدنا كلمات منثورة لأبي العينا، وذلك أنّه دخل على المتوكل وهو في قصره المعروف بالجعفري، فقال له المتوكل: ما تقول في دارنا هذه؟ فقال أبوالعينا: الناس بنوا دورهم في الدنيا وأنت بنيت الدنيا في دارك، فاستحسن كلامه.
ومنه إنّي نظمت فيه هذين البيتين وأرسلتهما إليه:
لقد قلت للأرض ادّعت بنجومها ... عليك السما فخرًا فقالت أجيبها
لئن هي بالأشراف منها تزيّنت ... فما الفخر إلاّ حيث حلّ نقيبها
ومنه ما جرى لي مع أخيه فريد الزمان، وجمال العصر والأوان السيّد عبد الرحمن أفندي دام مجده، وذلك أنّه بعث إليّ الحاج مصطفى آل كبّه أن يرسل له كتاب نهج البلاغة وقصيدة الرضي المقصورة التي قالها في رثاء الحسين ﵇، فأرسلهما، وكانت المقصورة غير تامّة، ثمّ بعد ذلك وجد المقصورة تامّة فأرسلها وسالني أن أكنت معها عن لسانه شيئًا، فقلت:
يا من تفرّع من ذوابة معشر ... غدت النقابة منهم في آلها
هذي بديلة أختها المقصورة ... الأُولى أتتك تفوقها بكمالها
فلمّا وصلت إليه أرسل أبياتًا يلتمس من الله بها نصر المسلمين وسلطانها، وخذلان المشركين وأعوانها، وسألني تشطيرها وتخميسها وهي هذه:
يا إله الخلق يا بارئنا ... نحن في الضيق فكن عونًا لنا
وانصر الغازين وارحم حالهم ... وتلطّف بهم في ذا العنا
فهم المفدون أرواحهم ... وهم الموفون فرضًا بيّنا
فأجزهم خيرًا وضاعف أجرهم ... أنت فيّاض العطايا والغنى
واخذل الكفّار واخرب دارهم ... واهلكنهم واشف فيهم قلبنا
فنشطت لما ندبني إليه وأنا معترف بأنّ له المنّ عَلَيّ لا لي المنّ عليه، لأنّه لمّا دعاني للأخط بخطي من الإنتظام، في سلك الداعين بالنصر لحامي حوزة الإسلام، وبالتأييد لجند المسلمين، المرابطين في سبيل الله في جهاد الكافرين، وقلت:
وما فاتني نصرهم باللسان ... إذا فاتني نصرهم باليد
ثمّ شطرت فقلت:
"يا إله الخلق يا بارئنا" ... لك نشكوا اليوم ما حلَّ بنا
كظّنا حشد الملمّات فها ... "نحن في الضيق فكن عونًا لنا"
"وانصر الغازين وارحم حالهم" ... فلقد أبلوا بلاءً حسنا
حيث عانوا فيك ما عانوا فجد ... "وتلطّف بهم في ذا العنا"
"فهم المفدون أرواحهم" ... ليقوا فيها الهدى والسننا
لك قد دانوا فمن يفضلهم ... "وهم الموفون فرضًا بيّنا"
"فأجزهم خيرًا وضاعف أجرهم" ... واجعل النصر بهم مقترنا
ومن الفيء فوفّر حظّهم ... "أنت فيّاض العطايا والغنى"
"واخذل الكفّار واخرب دارهم" ... وأبحنا أرضهم والقنّنا
قد تشفّوا فادلنا منهم ... "وأهلكتهم واشف فيهم قلبنا"
ثمّ قلت مخمّسًا:
نشأت نكباء يا ذارئنا ... إن تذرها أهرمت ناشئنا
خذ بأيدينا وكن كالئنا ... يا إله الخلق يا بارئنا
نحن في الضيق فكن عونًا لناواخذل الكفّار واشغل بالهم ... وأبحهم واخترم آجالهم
واصطلمهم ليروا أعمالهم ... وانصر الغازين وارحم حالهم
ووتلطّف بهم في ذاالعناقوموا للحرب أشباحهم ... ثمّ باعوا الكرب أفراحهم
فزد اللهمّ أرباحهم ... فهم المفدون أرواحهم
وهم الموفون فرضًا بيّناعنهم ضع يا إلهي أسرهم ... وبنصر منك فاشدد أزرهم
محّضوك اليوم حقًّا صبرهم ... فأجزهم خيرًاوضاعف أجرهم
أنت فيّاض العطايا والغنىفي حمى الأشراك أوقد نارهم ... واقتسارًا ولهم أدبارهم
ولئلاّ يخذلوا كن جارهم ... واخذل الكفّار واخرب دارهم
واهلكنهم واشف فيهم قلبناثمّ كتبت إليه مع هذا الشعر بهذه الفواصل من النثر والأبيات التي في أثنائها لي قلتها فيه وهي هذه:
"ممّن وقع منه طائر القلب ... حيث يلتقط الحُب لا الحَب"
إلى فتىً من قبيلة آبدًا ... قبيلة في الفخار واحدها
لم تنمه هاشم لذروتها ... إلاّ وغيظًا يموت حاسدها
1 / 179