صنف الجدل الحسن من الفقهاء، قال الشيخ أبو إسحاق: ودرس على ابن سريج، ومات سنة ست وثلاث ثلاثمائة كذا قال وهو وهم وصوابه سنة خمس وستين كما ذكره الحاكم، ونبه علمه ابن الصلاح، واختلف في كلام السمعانى في الأنساب. فقال في ترجمة القفال ما ذكرناه، وقال فيه في ترجمة الشاشى وفى الذيل سنة ست وستين، وذكر الرافعى أيضًا في تزنيبه: أنه أخذ الفقه عن ابن سريج. قال ابن الصلاح: والأظهر عندنا أنه لم يدرك ابن سريج وإنما أخذ الفقه عن أقرانه وبعض أصحابه. وهو الذي ذكره المطوعى في كتابه، وكان مولده سنة إحدى وتسعين ومائتين. ومن تصانيفه "أصول الفقه"، و"أدب القضاء" و"شرح الرسالة"، و"دلائل النبوة"، و"محاسن الشريعة". وقال الشيخ أبو إسحاق: ومصنفاته كثيرة ليس لأحد مثلها. وعنه انتشر فقه الشافعى فيما وراء النهر، قال أبو حفص المطوعى: المنجبون من فقهاء أصحابنا أربعة: أبو بكر الإسماعيلى حيث ولد ابنه أبا سعد، والإمام أبو سهل حيث ولد الإمام ابن الإمام، والكمال ابن التمام، وأبو بكر القفال حيث حظى من نسله بالولد النجيب الذي ينسب إليه كتاب "التقريب"، وأبو جعفر الحناطى حيث رزق مثل الشيخ أبى عبد اللَّه، وكذا رضينا نجلاء، وكذا قال النووي في "تهذيبه"، وإذا ذكر القفال الشاشى فالمراد هذا، وإذا ورد القفال المروزي فهو القفال الصغير الذي كان بعد الأربعمائة، ومن غرائب صاحب الترجمة: أن الكبير يعق عن نفسه، ومن تصانيفه تفسير كبير قيل ينصر فيه ما يوافق المعتزلة، فلهذا قال الصعلوكى فيه أنه دفنه من وقته، وقال ابن عساكر: بلغنى أنه كان مائلا عن الاعتزال قائلًا بالاعتزال في أول أمره ثم رجع إلى مذهب الأشعرى أي ممن قوله الأول: يجب العمل بالقياس عقلًا وبخبر الواحد عقلًا وغير ذلك، وقال القاضى أبو بكر في "التقريب والإرشاد": والأستاذ أبو إسحاق في "تعليقه في الأصول" لما حكى هذه المذاهب: اعلم أن هذه الطائفة من أصحابنا ابن سريج وغيره، كانوا قد برعوا في الفقه وتوغلوا فيه، ولم يكن لهم قدم راسخ في الكلام وطالعوا على الكبر كتب المعتزلة فاستحسنوا عباراتهم، وقولهم يجب شكر المنعم عقلًا فذهبوا إلى ذلك غير عالمين بما يؤدى إليه هذه المقالة من قبيح القول.
1 / 56