﴿بسم اللَّه الرحمن الرحيم﴾
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدًا
الحمد للَّه وسلام على عباده الذين اصطفى، والصلاة والسلام على الهادى إلى سبيل الخير، والداعى إلى الوفا، وعلى آله وأصحابه وسلم وكرم. أما بعد: فهذه جملة مهمة نافعة إن شاء اللَّه تعالى في معرفة طبقات الشافعية، يجب على الفقيه تحصيلها، ورتبتها ثلاث طبقات، الأولى: في أصحاب الوجوه ومن داناهم، وفى آخرهم جماعات أعيان ذكرتهم معهم، وهذه الطبقة رتبتها على أربع وثلاثين طبقة، كلّ طبقة منها مرتبة على حروف المعجم.
الثانية: في جماعات دونهم ورتبتهم على ستٍّ وثلاثين طبقة على الترتيب المذكور في الطبقة قبلها.
الثالثة: في جماعات من المتأخرين عاصرتهم، وأخذت عن بعضهم، ووصلتهم إلى نيّف وثمانين طبقة رتبتهم على حروف المعجم كما فعلت في الطبقة الأولى والثانية. وقد عنى بهذا الشأن جماعات من المتقدمين والمتأخرين وألفوا فيه، فأول من علمته ألف في ذلك الإمام أبو حفص المطوّعى، ولخصه الشيخ تقى الدين ابن الصلاح، ثم القاضى أبو الطيب الطبرى، ثم العبادى، ثم أبو إسحاق الشيرازى ثم أبو محمد الجرجانى، ثم القاضى عبد الوهاب الشيرازى، ثم البيهقى المعروف بقندق أحد أجداده، ثم أبو النجيب السهروردى، ثم ابن الصلاح وهذبه النووى، وأهمل خلقًا أفردتهم في جزء، وألف في ذلك ابن باطيش أيضًا، وهذا المصنف يجمع إن شاء اللَّه تعالى شتاتهم مع زيادات كثيرة عليهم على سبيل الاختصار والاعتناء بغرائب الشخص من الأصول والفروع وسميته:
"العقد المذهب في طبقات حملة المذهب"
والله أسأل ان ينفع به وأن يجعله خالصًا لوجهه موجبًا للفوز لديه فإنه حسبنا ونعم الوكيل.
الطبقة الأولى
أصحاب الوجوه ومن داناهم، وتشتمل على أربع وثلاثين طبقة ومجموع عددهم ينيف على خمسمائة. وترجمة الإمام الشافعى حذفناها في المؤلف لأنها أفردت بالتأليف
1 / 17