Le Collier organisé mentionnant les meilleures qualités des Romains
العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم
Maison d'édition
دار الكتاب العربي - بيروت
توفي معلم السلطان محمد ابن السلطان مرادخان نصب مكانه فخدم مدة في الدار العامرة بالنعم الجليلة والحشمة الوافرة وفي زمنه رفع السور المبارك الميمون وشرف مخدومه سنة الرسول الامين المأمون فبلغ مبلغ الاجلال والاكرام وتدرح مدارج التفخيم والاحترام وفي اثنائه الم بساحته المنون وتوفي بمرض الطاعون سنة تسعين وتسعمائة كان المرحوم مشاركا في بعض العلوم ذا حظ من المعارف ويد في اللطائف حليم النفس حسن المجاورة سليم الطبع حلو المحاورة مائلا الى صحبة الخلان ومعاشرة الاخوان من ذوي العرفان وله كتاب تركي يشتمل على نكات لطيفة وأشعار تركية مقبولة عند اهاليها
وممن انتظم في سلك هؤلاء السادة المولى محمد ابن المعروف بصاروكرز اوغلي زاده
كان ابوه من القضاة في القصبات والنسبة المزبورة الى جده من جهة ابيه نشأ رحمه الله في مجالس الافاضل الاكارم ومحافل الاماثل الاعاظم مغترفا من حياض معارفهم ومتأنقا في رياض لطائفهم وملا صار ملازما من المولى ابي السعود درس بمدرسة يحيى جلبي بالموضع المنسوب اليه من نواحي قسطنطينية المحمية ثم مدرسة حاجي خاتون بخمسة وعشرين ثم مدرسة عبد السلام بالموضع المعروف بكوجك جكمجه بثلاثين ثم المدرسة المعروفة بقبلوجه باربعين في بروسه ثم مدرسة داود باشا بقسطنطينية بخمسين ثم نقل عنها الى احدى المدرستين المتجاورتين بادرنه ثم الى احدى المدارس الثمان فقبل ان يدرس بها نقل الى مدرسة السلطان محمد ابن السلطان سليمان خان بستين ثم نقل الى احدى مدارس المرحوم السلطان سليمان خان ثم نقل الى مدرسة السلطان سليم خان الجديدة بسبعين ثم قلد قضاء المدينة المنورة فتعلل القبول والذهاب وتشبث بذيل الاسباب ولم يقصر في السعي والاهتمام راجيا من مضمون قولهم الابرام يحصل المرام فبعد بذل وتعب بدله بقضاء حلب الا ان ذلك لم يبارك له فلم يثمر النصب الا الصنب فبعدعدة اشهر من مباشرته القضاء نزل عليه القضاء وذلك سنة تسع وثمانين وتسعمائة كان رحمه الله عالما عاملا فاضلا كاملا حليما سليما لطيفا
Page 501