وتناوب جنود القبط الصعود بأسلحتهم النارية إلى الأبراج لصد هجمات الرعاع.
الجمعة 4 أبريل
استمر الهجوم على القبط أمس واليوم إلى أن أجبر الرعاع في النهاية على التقهقر. وشاع أن الفرنساوية عينوا قوة مخصوصة منهم لحماية يعقوب والدفاع عنه.
قال أستاذي: إن هناك محاولات للصلح يقوم بها من قبل الفرنساوية عثمان بك البرديسي تارة، ومصطفى كاشف رستم تارة أخرى، والاثنان من أتباع مراد بك. وإن الفرنسيين يطلبون خروج العساكر العثمانية من مصر، وهددوا بحرقها وهدمها إذا لم يتم هذا.
السبت 5 أبريل
نصب الفرنساوية في وسط البركة فسطاطا لطيفا، وأقاموا عليه علما، وأبطلوا الرمي تلك الليلة، وأرسلوا رسولا من قبلهم إلى الباشا والكتخدا والأمراء يطلبون المشايخ يتكلمون معهم، فأرسلوا الشرقاوي، والمهدي، والسرسي، والفيومي وغيرهم، وذهب أستاذي فيمن ذهبوا.
وعند عودته قال إن ساري عسكر خاطبهم على لسان الترجمان بما حاصله أنه قد أمن أهل مصر أمانا شافيا، وأن الباشا والكتخدا ومن معهما من العساكر العثمانية يخرجون من المدينة إلى معسكرهم. وأعلمهم أن الصلح قد تم بينه وبين مراد بك على أن يحكم الصعيد باسم فرنسا. وأن مراد بك أشار عليه بحرق القاهرة إذا لم ينصاعوا لأمره.
وعندما سأل ساري عسكر عن أسباب الفتنة، قالوا له إن ما حدث من فعل الوزير التركي وكتخدا الدولة، وإبراهيم بك ومن معهم، وإنهم هم الذين أثاروا الفتنة، وهيجوا الرعايا، ومنوا الناس الأماني الكاذبة، والعامة لا عقول لهم. وبعد كلام طويل قال ساري عسكر: إذا رضوا ومنعوا الحرب اجتمعنا معكم وإياهم وعقدنا صلحا، ولا نطالبكم بشيء، والذي قتل منا في نظير الذي قتل منكم.
الأحد 6 أبريل
عندما سمع الإنكشارية والناس بهذا الكلام قاموا عليهم وسبوهم وشتموهم، وضربوا الشرقاوي والسرسي، ورموا عمائمهم، وأسمعوهم قبيح الكلام، وصاروا يقولون: هؤلاء المشايخ ارتدوا وعملوا فرنسيس، وأنهم أخذوا منهم دراهم.
Page inconnue