طلبت مني أن تطلع على الأوراق التي أدونها. قلت: لأي شيء؟ قالت: مجرد الفضول. وعدتها بإحضار بعضها.
حكى جاستون قصة سمعها عن رجل ضرب امرأته بقسوة حتى سال دمها، فلجأت إلى الحاكم الفرنسي. وقال الرجل إنه أراد أن يسترد أملاكه التي انتزعها منه المماليك لكن أهل امرأته رفضوا، فضربها ليحقق عدالة القوانين الفرنسية، فقال له الحاكم إنه حسب القوانين الفرنساوية لا يستطيع الإنسان أن يحصل على حقوقه بنفسه، وإن للمرأة نفس الحقوق التي للرجل، ودمها ليس أقل قيمة من دمه. وأمر بضربه 25 عصا. استغربت موقفهم من المرأة.
الإثنين 3 مارس
وقع ما تحسبه أستاذي؛ فقد تشاجرت جماعة من عسكر العثمانية مع جماعة من عسكر الفرنساوية، فقتل بينهم شخص فرنساوي، ووقعت في الناس زعجة وكرشة، وأغلقوا الحوانيت، وعمل العثمانية متاريس وتترسوا بها بناحية الجمالية وما والاها، ووقعت مناوشة قتل فيها أشخاص قليلة من الفريقين.
الثلاثاء 4 مارس
توسط كبراء العسكر بين الفريقين فأزال العثمانية المتاريس وبحث مصطفى باشا عمن أثار الفتنة، وهم ستة أنفار فقتلهم، وأرسل جثثهم إلى ساري عسكر الفرنساوية، فلم يطب خاطره بذلك، وطلب انسحاب العثمانية إلى معسكرهم حتى تنقضي الأيام المشروطة، وإذا دخل منهم أحد إلى المدينة يكون بدون سلاح. فأذعن مصطفى باشا لطلبه.
وأرسلني أستاذي للتحقق من الأمر فذهبت إلى باب النصر . رأيت جماعة من الفرنساوية واقفين خارج الباب، فإذا أراد أحد من العسكر أو من أعيان العثمانية الدخول إلى المدينة يتوقف عندهم وينزع ما عليه من السلاح، ويدخل وصحبته شخص أو شخصان موكلان به يمشيان أمامه حتى يقضي شغله ويرجع، فإذا وصل إلى الفرنساوية الملازمين خارج البلد أعطوه سلاحه فيلبسه ويمضي.
الأربعاء 5 مارس
تأخر جاستون في الانصراف. وانتظرناه على أحر من الجمر ونحن نتظاهر بالدراسة. قرأنا مقتطفات من بول وفرجيني وهي قصة حب بين حدثين تنتهي نهاية فاجعة. وقرأت لها بعضا من أنيس الجليس. وأخيرا انصرف جاستون فصعدت معها إلى غرفتها وأغلقنا الباب ثم اندفعنا في أحضان بعضنا البعض.
السبت 8 مارس
Page inconnue