عند عودتي من المجمع رأيت عسكريا عثمانيا جالسا أمام وكالة إينال. وفكرت أنه سيظل جالسا إلى موعد الإفطار ليقدم إليه صاحب الوكالة الطعام. وبعد أن دخلت وصليت العصر سمعت ضجة عظيمة في الخارج. غادرت البيت ووجدت العسكري يقف في منتصف الحارة ويصرخ، وسمعته يقول إن كيسه قد ضاع منه، ويتهم صاحب الوكالة والعاملين بها بسرقته. ولاطفه هؤلاء ثم أعطوه كيسا بدل الذي ضاع منه فانصرف. وقال لي صاحب الوكالة: إن هذه هي طريقتهم في الاحتيال على أصحاب الحوانيت.
الأحد 16 فبراير
مررت بالخراط الذي تحول إلى بيع الأكلات. ووجدت لديه حشدا من الناس يغلب عليهم الحزن. عرفت أن الأمر يتعلق بابنه الذي اشتغل مكاريا، فقد ركب أحد العثمانيين حماره قهرا وذهب إلى الخلاء والولد يجري كعادة المكارية، وهناك قتله ثم عاد إلى سوق الحمير فباع الحمار.
الثلاثاء 18 فبراير
أمر الوزير التركي أمراء المماليك بتغيير زيهم إلى زي العثمانية؛ فلبس أرباب الأقلام والأفندية والقلقات القواويق الخضر وضيقوا أكمامهم. وجلب أستاذي خياطا ليصنع له ذلك.
الخميس 20 فبراير
سمعت زعيقا عاليا بعد صلاة العشاء. وتبينت صوت أستاذي. واستغربت فنادرا ما يفعل. وقفت في الحوش أنصت. ولم أتبين سبب زعيقه الذي كان يصلني من الباب الداخلي. ثم لمحت خليل يتسلل متجها إلى باب الدار. لحقت به وسألته عن الأمر. قال إن أباه علم بأن الست بدرية ستزورنا الليلة لتخطب أخته حنان إلى عسكري عثماني. وإن الشيخ قال إننا لا نصاهر عساكر العثمانية. وإن النساء البطالات هن الذين يتزوجن منهم.
السبت 22 فبراير
نسمع كل يوم عن حضور غالب المصريين الفارين من مصر وقت مجيء الفرنساوية إليها من الأغوات والوجاقلية والأفندية والكتبة.
قال لي أستاذي إن الوزير التركي وصل بلبيس وصحبته الأمراء المصرية، وأرسلوا إلى مراد بك ومن معه بالحضور، فأجاب بالاعتذار لأنه في الصعيد، فلم يقبلوا عذره، وأكدوا عليه بالحضور.
Page inconnue