حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى ١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م دار طيبة الرياض - شارع عسير - ص. ب. ٧٦١٢
1 / 2
العلل الواردة في الاحاديث النبوية تَأْلِيفُ الشَّيْخِ الْإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بن عمر ابن أَحْمَدَ بْنِ مَهْدِيٍّ الدَّارَقُطْنِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى (٣٠٦ - ٣٨٥ هـ) " هو أجل كتاب، بل أجل ما رأيناه وضع في هذا الفن لم يسبق إليه مثله، وقد أعجز من يريد أن يأتي بعده ".
(ابن كثير) تحقيق وتخريج د.
محفوظ الرحمن زين الله السلفي الجزء الاول
1 / 3
المقدمة
بسم الله الرَّحمَن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، ومن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أَنَّ لَا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَريك له، وأشهد أن مُحمدا عبده ورسوله.
أما بعد فان أحسن الكتاب كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحمد ﷺ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وبعد، فقد لفت نظري أثناء عملي في " تلخيص العلل المتناهية " الجودة التي حواها كتاب العلل الدارقطني مع ما كنت قد علمته أثناء دراستي من الثناء والمدح اللذين أضفاهما العلماء على هذا الكتاب، وتأكد لدي هذا عندما دققت النظر في الكتاب بعد مناقشة رسالتي لاختيار موضوع للدكتوراة فترجع لدي أن الكتاب يجب أن يخرج للناس لاسد به حاجة وأبرز درة ثمينة أرى المكتبة الاسلامية بحاجة إليها فهو يجلي العلة ويبرزها، وقد تحققت في هذا الكتاب، هذا وقد تكاتفت جهود الدارقطني مع البرقاني وابن الكرخي على إنجاز هذا العمل، وزادت الرغبة عند ما سبرت الكتاب فعلمت أَنه يمتاز عن بَقيَّة عن بَقيَّة الكتب المطبوعة في هذا الفن ويزيد عليها سعة (١) وشمولا واستيعابا وتنظيما.
فرأيت العمل في هذا القسم وسأقوم مستقبلا - إِن شاء الله - بإتمامه وإبرازه سائلا المولى أن يوفق ويسدد فبيده الامر، وإليه المرجع والمال.
_________
١ - ويحتوي كتاب العلل للدارقطني - مع نقصه - على " ١٧٠ " مسندا تضم أكثر من " ٣٩٨٧ " سؤال.
(*)
1 / 5
وختاما أقدم شكري وامتناني إلى كل من قدم لي عونا من الاساتذة والاخوة في إخراج هذا الكتاب الجليل، وأخص بالذكر:
١ - فضيلة الدكتور محمود أَحمد ميرة - حفظه الله - (المشرف على رسالتي الماجستير والدكتوراهـ) .
٢ - فضيلة الشيخ حماد مُحمد الأَنصاري - حفظه الله -.
٣ - فضيلة الدكتور أكرم ضياء العُمَريّ - حفظه الله -.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
1 / 6
تراجم لكل من:
١ - الدارقطني ٢ - البرقاني ٣ - ابن الكرخي
1 / 7
ترجمة الدارقطني
اسمه ونسبه:
هو الإمام، حافظ الزمان، أمير المؤمنين في الحديث، علي بن عمر بن أحمد ابن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عَبد الله، أَبو الحسن الدارقطني (٢) الشافعي (٣) مولده: ولد لخمس خلون من ذي القعدة سنة ست (٤) وثلاثمائة (٥) في دار قطن ببغداد.
نشأته: اعتني بطلب العلم منذ نعومة أظفاره، واهتم بالحديث وعلومه، وبالغ في اهتمامه، فبدأ يتردد على مجالس العلماء وعمره لم يتجاوز العشرة، فهو يمشي خلف المتعطشين إلى العلم وبيده رغيف وعليه إدام، وعندما يمنع من الدخول يقعد على
_________
٢ - الدارقطني: بفتح الدال وبعد الالف راء مفتوحة، ثم قاف مضمومة، وبعدها طاء مهملة ساكنة، ثم نون، هذه نسبة إلى دار قطن وكانت محلة كبيرة ببغداد.
الانساب ٥ / ٢٧٣، وفيات الاعيان ٣ / ٢٩٨ - ٢٩٩.
٣ - انظر: تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤، تاريخ دمشق ١٢ / ٢ / ٢٤٠ / ١، المنتظم ٧ / ١٨٣، التقييد ١٧٩ / ٢، وفيات الاعيان ٣ / ٢٩٧، سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٥٩ / ١، التذكرة ٣ / ٩٩١، طبقات الشافعية الكبرى ٢ / ٣١٠، البداية ١١ / ٣١٧.
٤ - وقيل: سنة خمس.
انظر المنتظم ٧ / ١٨٣.
٥ - انظر: سؤالات السلمي للدارقطني ١٥٨ / ٢، تاريخ بغداد ١٢ / ٣٩ - ٤٠، المنتظم ٧ / ١٨٤، معجم البلدان ٢ / ٤٢٢: الاستدراك لابن نقطة ٤ / ٢، وفيات الاعيان ٣ / ٩٨، التذكرة ٣ / ٩٩١.
(*)
1 / 9
الباب ويبكي.
فهو كما حكى لنا يوسف القواس (٦) " كنا نمر إلى البغوي (٧) والدارقطني صبي يمشي خلفنا، بيده رغيف وعليه كامخ (٨)، فدخلنا إلى ابن منيع (٩) ومنعناه، فقد فقعد على الباب ويبكي (١٠) ".
وكان من صغره موصوفا بالحفظ الباهر والفهم الثاقب، والبحر الزاخر (١١) حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار، فجلس ينسخ جزءا كان معه وإسماعيل يملي، فقال له بعض الحاضرين: لا يصح سماعك وأنت تنسخ، فقال الدارقطني: فهمي للاملاء أحسن من فهمك وأحضر، ثم قال له ذلك الرجل: أتحفظ كم أملى حديثا؟ فقال: إنه أملى ثمانية عشر حديثا إلى الان، والحديث الاول منها عن فلان، ثم ساقها كلها بأسانيدها وألفاظها لم يخرم منها شيئا، فتعجب الناس منه (١٢) .
ودأب على طلب العلم حتى صار فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج
وحده، وإمام وقته في أسماء الرجال وأحوال الرواة وصناعة التعليل والجرح والتعديل وحسن التصنيف والتأليف، واتساع الرواية والاطلاع التام في الدراية، مع الصدق والامانة، والفقه والعدالة، وقبول الشهادة، وصحة الاعتقاد وسلامة المذهب (١٣) .
ورسخ في معرفة الحديث وعلله حتى صار من أحسن من تكلم في الحديث وعلله (١٤)
_________
٦ - هو: يوسف بن عمر القواس، توفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
التذكرة: ٣ / ٩٨٩.
٧ - هُوَ: عَبد اللَّهِ بْنُ مُحمد بْنِ عَبد الْعَزِيزِ.
٨ - تاريخ دمشق ١٢ / ٢ / ٢٤١ / ١.
سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٦٠ / ١.
التذكرة ٣ / ٩٩٤.
٩ - هو: عبد الله بن محمد البغوي.
١٠ - تاريخ دمشق ١٢ / ٢ / ٢٤١ / ١.
١١ - البداية والنهاية ١١ / ٣١٧.
١٢ - انظر البداية والنهاية ١١ / ٣١٧، وتاريخ بغداد ١٢ / ٣٦ - ٣٧.
١٣ - انظر المصدرين السابقين.
١٤ - كتابه العلل الذي أقوم بتحقيقه جزء منه دليل واضح على ذلك.
(*)
1 / 10
وفي الوقت نفسه اهتم بدراسة علم القراءآت، فأخذ القراءة عرضا وسماعا عن مُحمد بن النقاش (١٥) وعلي بن سَعيد القزاز (١٦)، ومن في طبقتهما، وأصبح على معرفة جيدة بالقراءات وأصولها ومسائلها وبرع فيها براعة بالغة جعلت الناس يقولون: إِن الدارقطني يخرج مقرئ البلاد.
فقد حَدَّثَنا عن نفسه فقال: " كنت أنا والكتاني (١٧) نسمع الحديث، فكانوا يقولون: يخرج الكتاني محدث البلاد، ويخرج الدارقطني مقرئ البلاد، فخرجت أنا
محدثا والكتاني مقرئا " (١٨) .
وكان الدارقطني مضطلعا بعلم القراءات فصنف فيها كتابا موجزا جمع الاصول في أبواب عقدها أول الكتاب، حتى قيل فيه: لم يسبق أَبو الحسن إلى طريقته التي سلكها في عقد الابواب المقدمة في أول القراءات، وصار القراء بعده يسلكون طريقته في تصانيفهم ويحذون حذوه (١٩) .
كما أَنه كان مضطلعا بالفقه، فإنه كان فقيها على مذهب الإمام الشافعي، تفقه على أَبي سَعيد الاصطخري (٢٠) الفقيه الشافعي، وقيل: بل أخذه عن صاحب لابي سعيد (٢١) .
وكان عارفا باختلاف العلماء ومذاهبهم، فهو كما قال الخطيب (٢٢): " فان كتاب السنن الذي صنفه يدل على أَنه كان ممن اعتنى بالفقه، لانه لا يقدر على جمع
_________
١٥ - هو: محمد بن الحسن بن محمد، أبو بكر المقرئ النقاش، توفي سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
تاريخ بغداد ٢ / ٢٠١ - ٢٠٥.
١٦ - توفى قبل الاربعين وثلاثمائة.
انظر ترجمته في غاية النهاية ١ / ٥٤٣ - ٥٤٤.
١٧ - هو: عمر بن إبراهيم بن أحمد، توفي سنة تسعين وثلاثمائة.
غاية النهاية ١ / ٥٨٧ - ٥٨٨.
١٨ - انظر المنتظم ٧ / ١٨٤.
١٩ - انظر تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤ - ٣٥.
٢٠ - هو: الحسن بن أحمد بن يزيد، توفي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
تاريخ بغداد ٧ / ٢٦٨ - ٢٧٠.
٢١ - انظر تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤ - ٣٥، ووفيات الاعيان ٣ / ٢٩٧.
٢٢ - هو: أحمد بن علي الخطيب البغدادي، توفي سنة ثلاث وستين وأربعمائة.
التذكرة: ٣ / ١١٣٥ - ١١٤٦.
(*)
1 / 11
ما تضمن ذلك الكتاب إلاَّ من تقدمت معرفته بالاختلاف في الاحكام (٢٣) ".
وبجانب هذه العلوم فقد اعتنى بدراسة النحو وكتب اللغة والشعر، فإنه كان يحفظ دواوين جماعة من الشعراء.
(٢٤) قال الخطيب: حَدَّثني الازهري (٢٥): " أَن أبا الحسن لما دخل مصر كان بها شيخ علوي من أَهل مدينة رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُقَالُ له: مسلم بن عُبَيد الله وكان عنده كتاب النسب عن الخضر بن داؤد عن الزبير بن بكار (٢٦) وكان مسلم أحد الموصوفين بالفصاحة، المطبوعين على العربية، فسأَل الناس أبا الحسن أن يقرأ عليه كتاب النسب، ورغبوا في سماعه بقراءته.
فأجابهم إلى ذلك واجتمع في مجلس من كان بمصر من أَهل العلم والادب والفضل، فحرصوا على أن يحفظوا على أَبي الحسن لحنة، أَو يظفروا منه بسقطة، فلم يقدروا على ذلك، حتى جعل مسلم يعجب ويقول له: وعربية أَيضًا (٢٧) ".
وكان الدارقطني مدرسة قائمة خرجت العديد من الحفاظ والعلماء، وقد أتاحت له معرفته العظيمة الواسعة بعلوم الحديث وغيره مكانة مرموقة بين أساتيذ العصر، فأمه طلبة العلم من كل حدب وصوب.
وتصدر في آخر أيامه للاقراء ببغداد (٢٨) .
_________
٢٣ - تاريخ بغداد ١٢ / ٣٥.
٢٤ - انظر تاريخ بغداد ١٢ / ٣٥.
٢٥ - هو: عُبَيد الله بن أَحمد بن عُثمان، أَبو القاسم الصيرفي، توفي سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، شذرات الذهب ٣ / ٢٥٥.
٢٦ - قد طبع جزء منه باسم جمهرة نسب قريش وأخبارها، بتحقيق محمود شاكر في القاهرة سنة ١٣٨١ هـ.
٢٧ - تاريخ بغداد ١٢ / ٣٥.
٢٨ - وفيات الاعيان ٣ / ٢٩٧.
(*)
1 / 12
رحلاته:
ارتحل الإمام الدارقطني إلى الكوفة (٢٩) والبصرة (٣٠) وواسط (٣١) وتنيس (٣٢)، كما ارتحل في كهولته إلى الشام ومصر (٣٣) وخوزستان (٣٤) وجاء إلى مكة حاجا فاستفاد وأفاد (٣٥) .
شيوخه:
سمع أَبو الحسن الدارقطني من خلق كثير لا يحصون، والمشايخ الذين روى عنهم في كتاب العلل يربو عددهم على مائتين، منهم:
١ - ابراهيم بن أَحمد بن الحسن القرميسيني (ت: ٣٥٨ هـ) (٣٦) .
٢ - ابراهيم بن حماد بن إِسحاق، أَبو إِسحاق الازدي (ت ٣٢٣ هـ) (٣٧) .
٣ - أَحمد بن إِسحاق بن البهلول، أَبو جعفر القاضي (ت ٣١٨ هـ) (٣٨) .
٤ - أَحمد بن العباس بن أَحمد، أَبو الحسن البغوي (ت: ٣٢٢ هـ) (٣٩) .
٥ - أَحمد بن عَبد الله بن مُحمد، أَبو بكر وكيل أبي الصخرة (ت: ٣٢٥ هـ) .
_________
٢٩ - تاريخ بغداد ١٢ / ٣٧، التذكرة: ٣ / ٩٩١.
٣٠ - التذكرة: ٣ / ٩٩١.
٣١ - المصدر السابق.
٣٢ - التذكرة: ٣ / ٩٥٨ (ترجمة النقاش) .
٣٣ - وفيات الاعيان: ٣ / ٢٩٧، سير أعلام النبلاء: ١ / ٢٥٩ / ٢، التذكرة: ٣ / ٩٩١.
٣٤ - الاستدراك لابن نقطة: ٤ / ١.
٣٥ - سير أعلام النبلاء: ١٠ / ٢٦١ / ١.
٣٦ - تاريخ بغداد: ٦ / ١٤ - ١٦.
٣٧ - المصدر السابق: ٦ / ٦١ - ٦٢.
٣٨ - المصدر السابق ٤ / ٣٠ - ٣٤.
٣٩ - المصدر السابق ٤ / ٣٢٨ - ٣٢٩.
٤٠ - المصدر السابق ٤ / ٢٢٩ - ٢٣٠.
(*)
1 / 13
٦ - أَحمد بن عيسى بن السكين بن فيروز، أَبو العباس الشيباني (ت: ٣٢٣ هـ) (٤١) .
٧ - أَحمد بن مُحمد بن سَعيد، أَبو العباس، ابن عقدة (ت: ٣٢٣ هـ) (٤٢) .
٨ - أَحمد بْنُ مُحمد بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ زياد، أَبو سهل القَطَّان (ت: ٣٥٠ هـ) (٤٣) .
٩ - أَحمد بْنُ نَصْرِ بْنِ طَالِبٍ، أَبو طَالِبٍ الحافظ (ت: ٣٢٣ هـ) (٤٤) .
١٠ - إسماعيل بن مُحمد بن إسماعيل الصفار (ت: ٣٤١ هـ) (٤٥) .
١١ - حسين بن إسماعيل، أَبو عَبد الله القاضي المحاملي (ت: ٣٣٠ هـ) (٤٦) .
١٢ - الحسين بن مُحمد بن سَعيد، أَبو عَبد الله البزار المعروف بابن المطبقي (ت: ٣٢٨ هـ) (٤٧) .
١٣ - دعلج بن أَحمد بن دعلج، أَبو إِسحاق المعدل (ت: ٣٥١ هـ) (٤٨) .
١٤ - عَبد الله بن مُحمد بن زياد، أَبو بكر النيسابوري (ت: ٣٢٤ هـ) (٤٩) .
١٥ - عَبد اللَّهِ بْنُ مُحمد بْنِ سَعيد بْنِ زياد، أَبو مُحمد المقري (ت: ٣٢٣ هـ) (٥٠) .
١٦ - عَبد اللَّهِ بْنُ مُحمد بْنِ عَبد الْعَزِيزِ، أَبو القاسم البغوي (ت ٣١٧ هـ) (٥١) .
١٧ - علي بن عَبد الله بن مبشر، أَبو الحسن الواسطي (ت: ٣٢٤ هـ) (٥٢) .
_________
٤١ - تاريخ بغداد ٤ / ٢٨٠ - ٢٨١.
٤٢ - التذكرة: ٣ / ٨٣٩ - ٨٤٢.
٤٣ - تاريخ بغداد: ٤ / ٤٥ - ٤٦.
٤٤ - التذكرة: ٣ / ٨٣٢ - ٨٣٣.
٤٥ - اللسان: ١ / ٤٣٢.
٤٦ - تاريخ بغداد: ٨ / ١٩ - ٢٣.
٤٧ - المصدر السابق ٨ / ٩٧ - ٩٨.
٤٨ - المصدر السابق: ٨ / ٣٨٧ - ٣٩٢.
٤٩ - التذكرة: ٣ / ٨١٩ - ٨٢١.
٥٠ - تاريخ بغداد: ١٠ / ١٢٠.
٥١ - المصدر السابق ١٠ / ١١١ - ١١٧.
٥٢ - التذكرة: ٣ / ٨٢١.
(*)
1 / 14
١٨ - القاسم بن إسماعيل، أَبو عُبَيد المحاملي (ت ٣٢٣ هـ) (٥٣) .
١٩ - مُحمد بن عَبد الله بن إِبراهيم، أَبو بكر الشافعي (ت: ٣٥٤ هـ) (٥٤) .
٢٠ - مُحمد بن مخلد بن حفص، أَبو عَبد الله الدوري العطار (ت: ٣٣١ هـ) (٥٥) .
٢١ - يَحيَى بن مُحمد بن صاعد، أَبو مُحمد الهاشمي (ت: ٣١٨ هـ) (٥٦) .
٢٢ - يعقوب بن إِبراهيم بن أَحمد، أَبو بكر البزاز (*) (ت: ٣٢٢ هـ) (٥٧) .
تلامذته:
سمع من الدارقطني عدد كثير من الحفاظ والفقهاء وغيرهم، أكتفي بذكر نماذج منهم:
١ - أَحمد بن عَبد الله بن أَحمد، أَبو نُعَيم الأصبهاني (ت ٤٣٠ هـ) (٥٨) .
٢ - أَحمد بن مُحمد بن غالب، أَبو بكر البرقاني (ت: ٤٢٥ هـ) .
٣ - تمام بن مُحمد بن عُبَيد الله بن جعفر الرازي (ت: ٤١٤ هـ) (٥٩) .
٤ - حمزة بن مُحمد بن طاهر بن يُونُس، أَبو طاهر الدقاق (ت: ٤٢٤ هـ) (٦٠) .
٥ - حمزة بن يوسف بن موسى، أَبو القاسم السهمي (ت: ٤٢٧ هـ) (٦١) .
٦ - الحسن بن علي بن مُحمد بن الحسن بن عَبد الله، أبو محمد الجوهري.
(ت: ٤٥٤ هـ) (٦٢) .
_________
٥٣ - تاريخ بغداد: ١٢ / ٤٤٧ - ٤٤٨.
٥٤ - التذكرة: ٣ / ٨٨٠ - ٨٨١.
٥٥ - المصدر السابق: ٣ / ٨٢٨ - ٨٢٩.
٥٦ - المصدر السابق: ٢ / ٧٧٦ - ٧٧٧.
٥٧ - تاريخ بغداد: ١٤ / ٢٩٣ - ٢٩٤.
٥٨ - التذكرة: ٣ / ١٠٩٢ - ١٠٩٨.
٥٩ - المصدر السابق: ٣ / ١٠٥٦ - ١٠٥٨.
٦٠ - تاريخ بغداد ٨ / ١٨٤ - ١٨٥.
٦١ - التذكرة ٣ / ١٠٨٩ - ١٠٩١.
٦٢ - تاريخ بغداد ٧ / ٣٩٣.
(*) قال محمود خليل: تصحف في المطبوع إلى: "البزار". انظر "المؤتلف والمختلف" للدارقطني ٢/٧٢٦، و٣/١٢٧٧، و"تاريخ بغداد" ١٦/٤٣٠، و"سير أعلام النبلاء" ١٥/٤٩٧، و"اللباب في تهذيب الأنساب" ١/٢٦٧، و"الأنساب" ٣/٢١٣.
1 / 15
٧ - عَبد الغني بن سَعيد الازدي الحافظ (ت: ٤٠٩ هـ) (٦٣) .
٨ - عَبد بن أَحمد بن مُحمد، أَبو ذر الهَرَوي (ت: ٤٣٤ هـ) (٦٤) .
٩ - عُبَيد الله بن أَحمد بن عُثمان، أَبو القاسم الازهري (ت: ٤٣٥ هـ) (٦٥) .
١٠ - مُحمد بن الحسين بن مُحمد، أَبو عَبد الرَّحمَن السلمي (ت: ٤١٢ هـ) (٦٦) .
١١ - مُحمد بن عَبد الله بن مُحمد، أَبو عَبد الله الحاكم (ت: ٤٠٥ هـ) (٦٧) .
١٢ - مُحمد بن عَبد الملك بن بِشران، أَبو بكر القرشي (ت: ٤٤٨ هـ) (٦٨) .
ثناء العلماء عليه: قال الحاكم: " صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والورع، وإماما في القراء والنحويين، وأقمت في سنة سبع وستين ببغداد أَربعة أشهر، وكثر اجتماعنا فصادفته
فوق ما وصف لي، وسأَلته عن العلل والشيوخ، وله مصنفات يطول ذكرها، فأشهد أَنه لم يخلف على أديم الارض مثله " (٦٩) .
وقال أيضا: " لم ير الدارقطني مثل نفسه " (٧٠) .
وقال عَبد الغني الازدي: " ما تكلم أحد على الحديث وعلله أحسن من كلام ثلاثة: علي بن المديني وموسى بن هارون (٧١) وعلي بن عُمَر الدارقطني " (٧٢) .
وقال الازهري: " كان الدارقطني ذكيا إذا ذوكر شيئا من العلم - أي نوع
_________
٦٣ - التذكرة ٣ / ١٠٤٧ - ١٠٥٠.
٦٤ - المصدر السابق ٣ / ١١٠٣ - ١١٠٨.
٦٥ - شذرات الذهب ٣ / ٢٥٥.
٦٦ - التذكرة ٣ / ١٠٤٦ - ١٠٤٧.
٦٧ - المصدر السابق ٣ / ١٠٣٩ - ١٠٤٥.
٦٨ - تاريخ بغداد ٢ / ٣٤٨ - ٣٤٩.
٦٩ - تاريخ دمشق ١٢ / ٢ / ٢٤٠ / ٢.
التذكرة ٣ / ٩٩١ - ٩٩٢.
٧٠ - البداية والنهاية ١١ / ٣١٧.
٧١ - هو: موسى بن هارون الحمال، توفي سنة أربع وتسعين ومائتين.
التذكرة ٢ / ٦٦٩ - ٦٧٠.
٧٢ - الجزء من فوائد حديث عبد الغني الازدي ٥٣ / ٢.
(*)
1 / 16
كان - وجد عنده منه نصيب وافر " (٧٣) .
قال السلمي: " شهدت بالله أن شيخنا الدارقطني لم يخلف على أديم الارض مثله في معرفة حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَكَذَلِكَ الصحابة والتابعين وأتباعهم " (٧٤) .
قال الخطيب: " كان فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الاثر والمعرفة بعلل الحديث، وأسماء الرجال وأحوال الرواة، مع الصدق
والامانة، والفقه والعدالة، وقبول الشهادة، وصحة الاعتقاد وسلامة المذهب، والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث " (٧٥) .
قال ابن عساكر (٧٦): " الحافظ، أوحد وقته في الحفظ " (٧٧) .
وقال ابن الجوزي (٧٨): " كان فريد عصره وإمام وقته، انتهى إليه علم الاثر والمعرفة بأسماء الرجال وعلل الحديث " (٧٩) .
وقال أيضا: " اجتمع له مع علم الحديث المعرفة بالقراءات والنحو والفقه والشعر مع الامانة والعدالة وصحة العقيدة " (٨٠) .
وقال ابن خلكان (٨١): " الحافظ المشهور، كان عالما حافظا فقيها ".
وقال أيضا: " انفرد بالامامة في علم الحديث في دهره، ولم ينازعه في ذلك أحد
_________
٧٣ - تاريخ بغداد ١٢ - ٣٦.
٧٤ - سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٦١ / ١.
٧٥ - هو: علي بن الحسن بن هبة الله، توفي سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
التذكرة ٤ / ١٣٢٨ - ١٣٣٤.
٧٧ - تاريخ دمشق ١٢ / ٢ / ٢٤٠ / ١.
٧٨ - المنتظم ٧ / ١٨٣.
٨٠ - المصدر السابق ٧ / ١٨٤.
٨١ - هو: أحمد بن محمد بن إبراهيم، توفي سنة إحدى وثمانين وستمائة.
شذرات الذهب ٥ / ٣٧١.
(*)
1 / 17
من نظرائه " (٨٢) .
قال الذهبي (٨٣): " الإمام، شيخ الاسلام، حافظ الزمان " (٨٤) .
وقال أيضا: " كان من بحور العلم ومن أئمة الدنيا، انتهى إليه الحفظ ومعرفة علل الحديث ورجاله مع التقدم في القراءات وطرقها وقوة المشاركة في الفقه
والاختلاف والمغازي وأيام الناس وغير ذلك " (٨٥) .
وقال ابن كثير (٨٦): " الحافظ الكبير، أستاذ هذه الصناعة، وقبله بمدة وبعده إلى زماننا هذا، سمع الكثير، وجمع وصنف وألف وأجاد وأفاد، وأحسن النظر والتعليل والانتقاد والاعتقاد، وكان فريد عصره، ونسيج وحده، وإمام دهره في أسماء الرجال وصناعة التعليل، والجرح والتعديل، وحسن التصنيف والتأليف، واتساع الرواية والاطلاع التام في الدراية " (٨٧) .
وقال السخاوي (٨٨): " وبه ختم معرفة العلل " (٨٩) .
مؤلفاته: إن الإمام الدارقطني صنف وألف في فنون عديدة في الحديث وعلومه وأسماء الرجال والقراءآت، وكان حسن التصنيف والتأليف (٩٠)، وله مؤلفات عديدة أكتفي
_________
٨٢ - وفيات الاعيان ٣ / ٢٩٧.
٨٣ - هو: محمد بن أحمد بن عثمان، توفي سنة ثمان وأربعين وسبعمائة.
ذيل التذكرة للحسيني ٣٤ - ٣٨.
٨٤ - التذكرة ٣ / ٩٩١.
٨٥ - سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٥٩ / ٢.
٨٦ - هو: إسماعيل بن عمر بن كثير، توفي سنة أربع وسبعين وسبعمائة.
شذرات الذهب ٦ / ٢٣١ - ٢٣٢.
٨٧ - البداية والنهاية ١١ / ٣١٧.
٨٨ - هو: محمد بن عبد الرحمن بن محمد، توفي سنة اثنين وتسعمائة.
شذرات الذهب ٨ / ١٥ - ١٦.
٨٩ - الاعلان بالتوبيخ ١٦٥.
٩٠ - انظر البداية والنهاية ١١ / ٣١٧.
(*)
1 / 18
بذكر نماذج منها (٩١):
١ - أحاديث الصفات (٩٢) .
٢ - أحاديث النزول (٩٣) .
٣ - الافراد (٩٤) .
٤ - الالزامات (٩٥) .
٥ - التتبع (٩٦) .
٦ - الروية (٩٧) .
٧ - سؤالات البرقاني للدارقطني (٩٨) .
٨ - سؤالات الحاكم له (٩٩) .
٩ - سؤالات السلمي له (١٠٠) .
١٠ - سؤالات السهمي له (١٠١) .
١١ - السنن (١٠٢) .
_________
٩١ - قد أحصى الدكتور عبد الله الرحيلي في رسالته " الامام الدارقطني وكتابه السنن " مصنفاته الموجودة منها والمفقودة، المطبوعة منها والمخطوطة فبلغت ثلاثة وخمسين كتابا.
انظر ص: ١٨٠ - ٢٣٣ من رسالته.
٩٢ - طبع بتحقيق الشيخ عبد الله الغنيمان، نشرته مكتبة الدار، ثم طبع بتحقيق الدكتور علي ناصر الفقيهي سنة ١٤٠٣ هـ.
٩٤ - لا يوجد منه إلا جزءان في دار الكتب الظاهرية، وتوجد صورة منه في قسم المخطوطات بالجامعة الاسلامية.
وقد رتب أطرافه ابن طاهر القيسراني على مسانيد الصحابة، قدم مسانيد العشرة المبشرين بالجنة، ثم رتبه على حروف المعجم، توجد في قسم المخطوطات بالجامعة الاسلامية نسختان مصورتان، إحداهما من دار الكتب المصرية بالقاهرة، وثانيهما من كلية القرويين بفاس، بالمغرب.
٩٥ - ٩٦ - طبعا بتحقيق الشيخ مقبل هادي، الناشر: المكتبة السلفية بالمدينة.
٩٧ - يقوم بتحقيقه الاخ سليم الاحمدي في الجامعة الاسلامية لنيل درجة الدكتوراه.
٩٨ - قام بتحقيقه الاخ خليل حسن حمادي في جامعة الامام محمد بن سعود لنيل درجة الماجستير.
٩٩ - قام بتحقيقه الاخ موفق شكري العراقي.
١٠٠ - حققه الاخ خليل حسن.
١٠١ - حققه الاخ موفق شكري.
١٠٢ - مطبوع عدة طبعات.
(*)
1 / 19
١٢ - الضعفاء والمتركون (٤) .
١٣ - العلل الواردة في الأَحاديث النبوية (٥) .
١٤ - غرائب مالك (٦) .
١٥ - المؤتلف والمختلف في أسماء الرجال (٧) .
وفاته: توفي الإمام الدارقطني في شهر ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة (٨) وصلى عليه أَبو حامد الاسفرائيني الفقيه (٩)، ودفن في مقبرة باب الدير، قريب من معروف الكرخي (١٠) رحمهما الله وجعل الجنة مثواهما.
* * *
_________
٤ - حقق في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية (رسالة الماجستير)، وحققه أيضا الاخ عبد الرحيم محمد القشقري، وهو ينشر في مجلة الجامعة الاسلامية.
٥ - هو هذا الكتاب الذي أتشرف بتقديمه للنشر.
٦ - لم يتيسر لنا العثور عليها.
٧ - توجد صورة منه في قسم المخطوطات بالجامعة الاسلامية عن الاصل المحفوظ في مكتبة المدينة بتركيا.
٨ - قد اختلف في تحديد اليوم والتاريخ، فقيل فيه عدة أقوال، انظر للتفصيل: تاريخ بغداد: ١٢ / ٤٠، المنتظم: ٧ / ١٨٤، وفيات الاعيان: ٣ / ٣٩٨، سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٦١ / ١، التذكرة: ٣ / ٩٩٥، طبقات الشافعية للاسنوي: ١ / ٥٠٩، البداية والنهاية ١١ / ٣١٧.
٩ - هو: أحمد بن محمد بن أحمد، توفي سنة ست وأربعمائة.
سير أعلام النبلاء ١١ / ٤٣ / ٢ - ٤٤ / ١.
١٠ - تاريخ بغداد: ١٢ / ٤٠، وفيات الاعيان: ٣ / ٢٩٨، البداية والنهاية: ١١ / ٣١٧.
(*)
1 / 20
ترجمة البرقاني
اسمه ونسبه:
هو: أَحمد بن مُحمد بن أَحمد بن غالب، أَبو بكر الخوارزمي (١١)، المعروف بالبرقاني (١٢)، الشافعي (١٣) .
مولده: ولد بخوارزم في آخر سنة ست (١٤) وثلاثين وثلاثمائة (١٥) .
نشأته: وجه اهتمام منذ صغره لعلم الفقه، فتفقه في حداثته، وتقدم في هذا الفن وبرع حتى صنف فيه (١٦) .
_________
١١ - نسبة إلى خوارزم: أوله بين الضمة والفتح والالف مسترقة مخلسة ليست بألف صحيحة.
معجم البلدان ٢ / ٣٩٥.
١٢ - البرقاني: بفتح الباء، وقيل: بكسرها، وسكون الراء المهملة، وفتح القاف، نسبة إلى قرية من قرى خوارزم، الانساب ٢ / ١٦٧، معجم البلدان ١ / ٣٨٧، المشتبه ١ / ٦٦، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ١٩، طبقات الشافعية للاسنوي ١ / ٢٣١.
١٣ - انظر: تاريخ بغداد ٤ / ٣٧٣ طبقات الفقهاء ١٢٧، التذكرة ٣ / ١٠٧٤ سير أعلام النبلاء ١١ / ١٠١ / ٢.
طبقات الشافعية الكبرى ٣ / ١٩، طبقات الشافعية للاسنوي ١ / ٢٣١.
١٤ - وقيل: سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
انظر البداية والنهاية ١٢ / ٣٦.
١٥ - تاريخ بغداد ٤ / ٣٧٦، طبقات الفقهاء ١٢٧، التذكرة ٣ / ١٠٧٤، سير أعلام النبلاء ١١ / ١٠٢ / ١، طبقات الشافعية الكبرى ٣ / ١٩، طبقات الشافعية للاسنوي ١ / ٢٣١، شذرات
الذهب ٣ / ٢٢٨.
١٦ - انظر طبقات الفقهاء ١٢٧.
(*)
1 / 21
سمع ببلده خوارزم من أَبي العباس مُحمد بن أَحمد بن حمدان النيسابوري (١٧) في سنة خمسين وثلاثمائة (١٨) عندما كان عمره يربو على أَربعة عشر عاما.
ثم اشتغل بالحديث (١٩) وعلومه، واعتنى بها عناية فائقة، فسمع أولا في بلده ثم سافر إلى بغداد وبلدان أخرى، وسمع الحديث من جماعة من الشيوخ ببغداد وجرجان واسفرائين ونيسابور وهراة ومرو، ودمشق ومصر وغيرها (٢٠) حتى صار في الحديث إماما (٢١) .
وكان شغوفا بعلم الحديث، حريصا عليه، حتى أصبع شغله الشاغل، وخشي أن يصرفه عن بَقيَّة العلوم فقال لبعض الفقهاء: ادع الله أن ينزع شهوة الحديث من قلبي، فإن حبه قد غلب علي فليس لي اهتمام بالليل والنهار إلاَّ به " أَو نحو هذا القول (٢٢) .
ودأب في طلب الحديث وتحمل المشاق في سبيله، فهو كما يقول: " دخلت اسفرائين ومعي ثلاثة دنانير ودرهم واحد، فضاعت الدنانير مني وبقي معي الدرهم حسب، فدفعته الى بقال، وكنت آخذ منه في كل يوم رغيفين، وآخذ من بشر بن أَحمد (٢٣) جزءا من حديثه، وأدخل مسجد الجامع فأكتبه وأنصرف بالعشي، وقد فرغت منه، فكتبت في مدة شهر ثلاثين جزءا، ثم نفد ما كان لي عند البقال فخرجت عن البلد " (٢٤) .
وقد اعتنى بعلوم أخرى فكان حافظا للقرآن، وكان له حظ من علم
_________
١٧ - هو: محمد بن أحمد بن حمدان، توفي سنة سنين وثلاثمائة.
شذرات الذهب ٣ / ٣٨.
١٨ - انظر سير أعلام النبلاء ١١ / ١٠١ / ٢، وشذرات الذهب ٣ / ٢٢٨.
١٩ - طبقات الفقهاء ١٢٧.
٢٠ - انظر تاريخ بغداد ٤ / ٣٧٣ - ٣٧٤، سير أعلام النبلاء ١١ / ١٠١ / ٢.
التذكرة ٣ / ١٠٧٤.
٢١ - طبقات الفقهاء ١٢٧.
٢٢ - تاريخ بغداد ٤ / ٣٧٤.
٢٣ - توفي سنة سبعين وثلاثمائة، شذرات الذهب ٣ / ٧١.
٢٤ - تاريخ بغداد ٤ / ٣٧٤.
(*)
1 / 22
العربية (٢٥) واستوطن بغداد، وحدث بها وصنف وألف، ولم ينقطع عن التصنيف إلى حين وفاته، ومات وهو يجمع حديث مسعر (٢٦) .
وكانت عنده مكتبة عامرة، نقل الخطيب عن أَحمد بن غانم الحمامي قوله: " انتقل أَبو بكر البرقاني من الكرخ إلى قرب باب الشعير فسأَلني أن أشرف على حمالي كتبه، وقال: إِن سئلت عنها في الكرخ فعرفهم أنها دفاتر لئلا يظن أنها ابريسم وكانت ثلاثة وستين سفطا، وصندوقين، كل ذلك مملوء كتبا " (٢٧) .
وأنشد البرقاني لنفسه:
أعلل نفسي بكتب الحدي ... ث وأحمل فيه لها الموعدا
وأشغل نفسي بتصنيفه ... وتخريجه دائما سرمدا
فطورا أصنفه في الشيو ... خ وطورا أصنفه مسندا
وأقفو البخاري فيما نحا ... هـ وصنفه جاهدا مجهدا
ومسلما، إذ كان زين الأنا ... م بتصنيفه مسلما مرشدا
ومالي فيه سوى أنني ... أراه هوى صادف المقصدا
وأرجو الثواب بكتب الصلا ... ة على السيد المصطفى أَحمدا
وأسأَل ربي إله العبا ... د جريا على ما به عودا (٢٨)
رحلاته:
لما استوعب البرقاني السماع من شيوخ بلده، وجمع ما عندهم ارتحل إلى بلدان أخرى منها:
_________
٢٥ - تاريخ بغداد ٤ / ٣٧٤، والبداية والنهاية ١٢ / ٣٦.
٢٦ - تاريخ بغداد ٤ / ٣٧٤.
٢٧ - تاريخ بغداد ٤ / ٣٧٥.
٢٨ - تاريخ بغداد ٤ / ٣٧٥.
(*)
1 / 23