أما هذه الدول فقد كانت روسيا وعلى رأسها كاترين الثانية التي يقول عنها المؤرخون: إنها روح نابليون تجسمت في جسم امرأة.
وألمانيا وملكها فريدريك الأكبر خير من تولى إدارة الأمر فيها، بل أعظم ملك تربع على دست أمورها.
والنمسا ومليكتها ماريا تريزا التي كانت من خير الأميرات يذكرها التاريخ بكل خير لدفاعها أمام فريدريك في الحروب السياسية.
وقد استوزرت كاترين وزيرها تومكين الذي كان أول من أيقظ في فكرتها محاربة الدولة العلية.
فأخذت كاترين في حربها هذه جميع الولايات التي في شمال البلقان حتى إنها كادت تغص من كثرة ابتلاعها الولاية إثر الولاية.
فوجب إذن عليها أن تشركها تلك الممالك الأخرى الواقفة لها بالمرصاد ليمكنها أن تنال مآربها في جهة أخرى: «أطعم الفم تستح العين».
فعقدت لذلك محالفة ثلاثية سرية؛ ضمت وإياها النمسا وألمانيا، فقسمت بولاندا التقسيم الذي انتهى بابتلاعها وضياعها.
إن ألعن تلك المحالفات التي يعقدها أولئك الأوغاد السفلة المستعبدين للإنسان، المقرين على استبداده، الذين يشيدون دولا للظلم على جدار من دماء الإنسان وعظامه.
بأي حق أكون أنا في منزلي، ويكون حالي مختلا، ونظامي معتلا، فيدخل الغريب بجراءته مدعيا أنه يريد إصلاح ذات البين.
ماله ومالي؟ لم لا يدعني مستريحا بعيدا عنه وعن سفالته وتعديه أن يقول إن ذلك باسم الإنسانية والمدنية، ورعاية الحقوق؟
Page inconnue