إنكم اليوم ستقاتلون عدوا مخيفا، قاهرا، طالما سمعتم عن انتصاراته العديدة، ولكن ذلك لا يمنعكم عن الانتصار، انتصارا باهرا يذكره التاريخ وكتبه، ويفتخر به أبناؤنا من بعد.
كونوا متحدين قلبا وقالبا، تغلبون أعداءكم، وتسعدون وطنكم الذي هو في حاجة كبيرة إلى الانتصار؛ إذ إنه يتوقف عليه سعادتكم أو ذلكم.
قاتلوا جنبا إلى جنب، ولا تجبنوا يتم لكم النصر، واعلموا أن العالم كله سينظر إلى هذه الموقعة؛ إذ تهزمون قوما يقول عنهم بقية إخوانكم الأوربيون إنهم لا يغلبون.
والآن هيا إلى الحرب، هيا إلى الأتراك.
فأجابه أصوات الجند التي تحركت وقتئذ للأمام؛ قائلة: «إلى الأتراك.» «إلى الانتصار.»
فكان يجيبهم كصدى على صياحهم قول الأتراك: «الله أكبر»، «الله أكبر»، الذين تقدموا باطمئنان نحو عدوهم. تلاقى الجيشان في سهل يطلق عليه الآن سهل تيرونوفتش، فأطلقت القذائف، ولمعت السيوف، واحتلت السهل جنود عزرائيل، واكفهرت السماء، واغبر وجه الجو.
وفي أحرج أوقات المعركة بينما كانت ميمنة العثمانين زاحفة بانتصار، أمر أحمد كوبريلي باشا أحد أركان حربه بالذهاب إلى بعض فرق الميمنة يأمرها بالانضمام إلى الميسرة؛ لأنها كانت على وشك الانهزام لضعفها.
فبدلا من أن يطيع الأمر اختلط عليه الأمر؛ فذهب إلى الميسرة فأمر بعض فرقها بالذهاب إلى الميمنة.
وبهذه الحالة أمكن البولانديون من التغلب على ميسرة الأتراك، ومن ثم تقدموا إلى القلب فهزموه أيضا.
وفي هذا الوقت تم النصر للبولانديين؛ فتعقبوا الأتراك الذين التجئوا إلى قرية لمبرج فدخلوها وعسكر الباقي هناك، وتوافدت الجنود العثمانية إلى لمبرج يتبعها قائدها أحمد كوبريلي باشا الذي عول على القتال إلى النهاية.
Page inconnue