والآن فلنصف قدر الإمكان جوقزين، ومن ثم لمبرج ليعلم كل كيف يريق الناس دماءهم دفاعا عن وطنهم بل كيف يستميتون في الدفاع عن حقوقه.
قلنا: إن الأتراك دخلوا كامنياك بانتصار كبير، وأرسل أحمد كوبريلي باشا كشافة الجيش ليروا كيف يتقدم الجيش البولاندي الذي خرج من وارسو قاصدا كامنياك ليخلصه من أعداء الوطن.
فلم يزل متقدما سائرا ببطء حتى وصل جوقزين، وهي قرية في منتصف المسافة بين كامنياك ووارسو، فعسكروا خارجها بأمر من سوبيسكي.
منتظرين جديدا من قائدهم الباسل.
وقد عسكر سوبيسكي خارج هذه القرية، وإنما كان غرضه الوحيد في هذا العمل هو أن يسحب الأتراك إلى ناحية ليقاتلهم في واقعة منظمة يكونون فيها أمامه.
وذلك لأنه فكر وهو في الطريق إلى كامنياك فوجد أن الحصن منيع، والأتراك قد زودوه بما معهم من مدافع وذخيرة فصار أمنع، وعلى هذا فإنه يلقي بنفسه فى أتون من نار إذا تقدم يريد الدخول إلى الحصن وأخذه.
بل هو يلقي بنفسه في فم الليث بدون أن يتخذ له درعا أو شيئا يدفع عنه الضرر الذي سوف يلحق به.
وقد ساعده الحظ على إتمام مراده، فإن أحمد سار قاصدا إياه، وذلك لأن الكشافة بعد أن تنسموا الأخبار وعلموا علم اليقين أن البولانديين معسكرون خارج قرية جوقزين ساروا قاصدين كامنياك، فأخبروا أحمد بحقيقة الأمر.
وأخيرا بأمل الانتصار كما انتصر قبلا عول على الزحف ليلاقي عدوه.
فأمر أركان حربه باتخاذ معدات السير ولزوم السكون والتؤدة.
Page inconnue