Charles Darwin : Sa Vie

Francis Darwin d. 1450 AH
158

Charles Darwin : Sa Vie

تشارلز داروين: حياته

Genres

إذا لم أعبر عن إعجابي بمقالك عن كوليكر، فسأنفجر. لم أقرأ في حياتي أي شيء كتب بطريقة أفضل منه. تمنيت بشدة أن يرد أحد على مقاله، بل فكرت في أن أفعل ذلك بنفسي، حتى إنني عالجت عدة نقاط منها بالفعل. لقد ناقشت النقاط كلها، وبعض النقاط الإضافية أيضا، ويا إلهي، لكم برعت في ذلك! فبينما كنت أواصل القراءة وأصل إلى نقطة تلو الأخرى من النقاط التي كنت أفكر فيها، لم أستطع تجنب السخرية من نفسي والتهكم عليها؛ لأنني رأيت كيف أنك أنجزت ذلك على نحو أفضل للغاية مما كان يمكنني فعله. حسنا، إذا قرأ ذلك أي شخص، ممن لا يفهمون الانتقاء الطبيعي، فسيكون غبيا إذا لم يره واضحا كضوء النهار. لم يكن فلورانس العجوز

26

يستحق عناء تناولك له على الإطلاق، لكن ما أبرع الطريقة التي تحدثت بها عن ذلك «الأكاديمي»، وأرى أن مثالك الذي استخدمته والخاص برمال البحر «فريد من نوعه».

كم أعجب من قدرتك على مقاومة التحول إلى ناقد منتظم متفرغ! حسنا، ها أنا ذا قد انفجرت الآن، وقد أراحني ذلك بشدة ... [وفي المقالة نفسها في دورية «ناتشورال هيستوري ريفيو»، يتحدث السيد هكسلي عن كتاب فلورانس، السكرتير الدائم لأكاديمية العلوم الفرنسية، المشار إليه أعلاه، واصفا إياه بأنه واحد من «انتقادين هما الأكثر تفصيلا واستفاضة» عن كتاب «أصل الأنواع» في ذلك العام. ويقتبس منه الفقرة التالية: «يواصل السيد داروين قائلا: «لا يوجد فرق مطلق بين الأنواع والضروب، ومن المحال أن يوجد مثل هذا الفرق! لقد أخبرتكم بالفعل بأن ذلك خطأ؛ إذ يوجد فرق مطلق يفصل الأنواع عن الضروب.» ويعلق السيد هكسلي على هذا قائلا: «نظرا إلى أننا محرومون من بركات وجود أكاديمية للعلوم في إنجلترا، فلسنا معتادين أن نرى أبرع رجالنا يلقون مثل هذه المعاملة، حتى ولو من سكرتير دائم.» وبعدما أثبت السيد هكسلي سوء فهم السيد فلورانس لمسألة الانتقاء الطبيعي، يقول: «أنى للمرء أن يعرف كل ذلك عن ظهر قلب، وما أشد ارتياحه وهو يقرأ، في الصفحة 65، جملة «إنني أضع القلم عن السيد داروين»».»

وبخصوص الموضوع نفسه، كتب والدي في خطاب إلى السيد والاس: «ثمة شخص نافذ مرموق يدعى فلورانس، ألف كتابا ضعيفا بعض الشيء ينتقدني فيه، وقد سررت به جدا؛ لأنه من الواضح أن عملنا الجيد ينتشر في فرنسا. يتحدث كاتبه عن «الافتتان الشديد» بهذا الكتاب، قائلا إنه «مليء بأفكار فارغة افتراضية».» جاءت الفقرة المشار إليها على النحو التالي: «ظهر عمل السيد داروين أخيرا. لا يسع المرء سوى أن يبهر بموهبة المؤلف. ولكن يا لها من أفكار مبهمة وأفكار خاطئة! فكم يستخدم من المصطلحات الميتافيزيقية ويقحمها بطريقة غير لائقة في التاريخ الطبيعي، ويتضح أنها محض هراء حالما تصطدم بأفكار واضحة؛ أفكار صحيحة! يا لها من لغة طنانة فارغة! يا لها من تجسيدات صبيانية عفا عليها الزمن! يا أيها الوضوح، ويا صلابة الروح الفرنسية، ماذا دهاكما؟»]

1865 [شهدت هذه الفترة تدهور صحته بشدة مجددا، لكن قرب نهاية العام، بدأ يتعافى تحت رعاية الدكتور الراحل بينس جونز، الذي فرض عليه نظاما غذائيا صارما، و«كاد يجعله يموت جوعا»، حسب تعبيره. استطاع العمل على كتاب «تباين الحيوانات والنباتات تحت تأثير التدجين» حتى نهاية أبريل تقريبا، ومنذ ذلك الوقت، لم ينجز أي عمل تقريبا حتى ديسمبر، باستثناء إلقاء نظرة سريعة على كتاب «أصل الأنواع» من أجل إصدار طبعة فرنسية ثانية. كتب في خطاب إلى السير جيه دي هوكر، قائلا: «أقرأ كتاب «أصل الأنواع» للمرة الأولى إن جاز القول؛ لأنني أصحح بعض ما فيه من أجل إصدار طبعة فرنسية ثانية، وأقسم بحياتي، يا صديقي العزيز، أنه كتاب جيد جدا، لكن آه، يا إلهي، إن ما أقوم به عمل صعب، وليته قد اكتمل.»

27

يشير الخطاب التالي إلى خطبة دوق آرجايل التي ألقاها أمام الجمعية الملكية في إدنبرة في الخامس من ديسمبر عام 1864، والتي ينتقد فيها كتاب «أصل الأنواع». ويبدو أن والدي قرأ خطبة الدوق كما وردت في صحيفة «ذا سكوتسمان» في السادس من ديسمبر عام 1865. وقد كتب لايل في خطاب إلى والدي (16 يناير 1865، كتاب «قصة حياة السير تشارلز لايل وخطاباته ويومياته»، المجلد الثاني، الصفحة 385): «الخطبة بمثابة خطوة كبيرة نحو تأييد آرائك، أكبر بكثير، حسب ما أعتقد، مما تبدو عليه عندما تقرأ بالنظر إلى الانتقادات والاعتراضات فحسب.»]

من تشارلز داروين إلى سي لايل

داون، 22 يناير 1865

Page inconnue