Charles Darwin : Sa Vie

Francis Darwin d. 1450 AH
155

Charles Darwin : Sa Vie

تشارلز داروين: حياته

Genres

أنت محق في نصيحتك بعدم الكتابة في الصحف؛ فها أنا ذا أكز على أسناني غضبا من حماقتي، وليس هذا بسبب سخرية ... التي كانت بارعة جدا إلى حد أنني كدت أستمتع بها. لقد كتبت مرة أخرى لأعترف بأنه محق فيما يقوله إلى حد ما، وإذا أقدمت على مثل هذه الحماقة مرة أخرى بعدئذ على الإطلاق، فلا ترحمني. قرأت السخرية اللاذعة الواردة في مجلة «بابليك أوبينيون»؛ إنها ممتازة، إذا كان يوجد المزيد، وكانت لديك نسخة، فلتعرني إياها. إنها تبين بوضوح شديد أنه من الأفضل لرجل العلم أن يداس في التراب على أن يتشاجر. أعكف منذ فترة على رسم المخططات البيانية، وتشريح البتيلات، بينما يحار عقلي إلى حد ميئوس منه عند التفكير بشأن تشعب الأوراق، لكني فشلت تماما بالطبع. غير أنني أرى أن الموضوع غريب جدا ومذهل حقا ... [يشير الخطاب التالي إلى الخطاب الرئاسي الذي ألقاه السيد بينثام أمام الجمعية اللينية (25 مايو 1863). لا يذعن السيد بينثام لنظرية التطور الجديدة، و«لا يمكنه الاستسلام تماما ما دام العديد من الركائز الأساسية المهمة لم يزل محل نزاع». لكنه يوضح أن الجزء الأكبر من الآراء العلمية يتجه نحو الإيمان بالنظرية.

إن تطرق السيد بينثام إلى ذكر باستور متعلق بالنظرية التي أصدرها ناقد الدكتور كاربنتر عن التولد التلقائي في دورية «ذا أثنيام» (28 مارس 1863)، «كما لو كان يصدر فرمانا إلزاميا». إذ يشير السيد بينثام إلى أن الكاتب، بتجاهله دحض باستور لحقائق التولد الذاتي المفترضة، لا يتصرف بتلك «الحيادية التي من المفترض أن يتحلى بها كل ناقد».]

من تشارلز داروين إلى جي بينثام

داون، 22 مايو [1863]

عزيزي بينثام

أنا في غاية الامتنان لخطابك اللطيف والمثير للاهتمام. إنني مطمئن إلى أن أي شيء سيقوله رجل مثلك لن يضايقني إطلاقا. وعلى الجانب الآخر، سأسعد جدا بأي استحسان من شخص أحترم رأيه ومعرفته بكل صدق منذ سنوات عديدة. إن الاعتراض الذي صغته ببراعة، متمثلا في أن بعض الأشكال تظل على حالها دون تغيير عبر نطاق زمني وحيز مكاني طويلين، منيع في ظاهره بلا شك، وفي حقيقته أيضا إلى حد ما، وفقا لتقديري. لكن ألا يستند قدر كبير من الصعوبة على أننا نفترض في صمت أننا نعرف أكثر مما نعرفه بالفعل؟ فالحق أنني لم أجد ما هو أكثر صعوبة من محاولة تذكر جهلنا دائما. إنني لا أمل أبدا، عندما أمشي في أي حي مجاور أو منطقة ريفية جديدة، من التفكير في مدى جهلنا التام لسبب عدم وجود بعض النباتات القديمة هناك، ووجود نباتات أخرى جديدة، ونباتات أخرى بنسب مختلفة. إذا أدركنا هذا تماما مرة واحدة، فهل يكون من العجيب جدا إذن عند الحكم على نظرية الانتقاء الطبيعي، التي تشير إلى أن الشكل سيبقى على حاله دون تغيير ما لم يوجد تعديل ما يخدم مصلحته، أن تتغير بعض الأشكال بدرجة أبطأ وأقل بكثير، وألا تتغير بضعة أشكال على الإطلاق في ظل ظروف تبدو لنا (نحن الذين لا نعرف ما هي الظروف المهمة إطلاقا) مختلفة جدا؟ من المؤكد أننا ربما كنا نتوقع ب «الاستنتاج البديهي» أن كل النباتات التي أدخلت قديما إلى أستراليا قد خضعت لبعض التعديلات؛ لكن حقيقة أنها لم تعدل لا تبدو لي صعوبة بارزة بما يكفي لزعزعة اعتقاد قائم على حجج أخرى. لقد عبرت عن نفسي على نحو سيئ للغاية، لكني متوعك اليوم.

تغمرني سعادة بالغة لأنك ستشير إلى باستور؛ لقد بهرني عمله بإعجاب لا متناه. مع خالص الشكر، وأصدق تحياتي يا عزيزي بينثام.

لك بالغ إخلاصي

سي داروين

ملحوظة:

Page inconnue