من بواعث الارتياح الشديد سماع أنك تظن الرواسب السطحية الفرنسية رواسب دلتا وشبه بحرية، لكني قبل يومين كنت أقول لصديق إن الكيفية المجهولة لتراكم هذه الرواسب بدت عيبا كبيرا في كل العمل الذي أنجز. لم أستطع تقبل النقاط المتعلقة بتكسرات الجليد أو الطبقات البحرية. فهذا هائل جدا. أتذكر أن فالكونر أخبرني أنه يظن أن بعض البقايا في كهوف «ديفونشير» تنتمي إلى ما قبل الفترة الجليدية، وهذا، على ما أفترض، هو استنتاجك بخصوص الفئوس الحجرية البدائية الأقدم إضافة إلى الضباع وأفراس النهر . هذا عظيم. يا له من نسب طويل رائع ذلك الذي منحت العرق البشري إياه!
أنا متيقن من أنني لم أفكر قط في أن طرقا متوازية قد تراكمت في أثناء الانحدار. أظن أنني أرى بعض المشكلات في هذا الرأي، مع أنني، عند قراءة رسالتك أول مرة، رحبت بالفكرة. بالرغم من ذلك، سأفكر في كل ما رأيته هناك. سوف آتي (بمشيئة المعدة) إلى لندن يوم الثلاثاء للعمل على الديوك والدجاج، وسأزورك في حوالي الساعة العاشرة إلا ربعا من صباح الأربعاء (ما لم أسمع منك ما يعارض ذلك)؛ لأنني أتوق لرؤيتك. أهنئك على عملك العظيم.
صديقك الدائم
سي داروين
ملحوظة:
أخبر الليدي لايل بأنني لا أستطيع تقبل مسألة وجود مراسم جنائزية لدى النمل، مع أن إيرازموس أخبرني مرارا بأنني سوف أكتشف يوما ما إن كان النمل لديه أساقفته الخاصة به. فبعد المعارك، دائما ما كنت أرى النمل يحمل النملات الميتة بعيدا ليأكلها. إن النمل يتسم بأقصى درجات الاقتصاد، ودائما ما يحمل النمل الميت من بني جنسه غذاء له. بالرغم من ذلك، فقد بعثت للتو بخطابين استثنائيين إلى باسك كانا قد ورداني من رجل يعيش في منطقة نائية معزولة في تكساس من الواضح أنه راقب بعض النمل بعناية، وأعلن بتأكيد واثق جدا أن النمل يزرع نوعا ما من العشب وينميه ليخزن فيه الغذاء، ويزرع شجيرات أخرى لتكون مأوى له! لم أحسم رأيي بعد، لكن الرجل العجوز لن يكذب عمدا. وقد أوكلت إلى باسك مسئولية تقرير قراءة الخطابات أو عدم قراءتها.
11
من تشارلز داروين إلى توماس ديفيدسون
داون، 26 أبريل 1861
سيدي العزيز
Page inconnue