Charles Darwin : sa vie et ses lettres (première partie) : avec un chapitre autobiographique de Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Genres
والتي كان ينطقها
rite rine . ومن المحتمل أن يكون والدي قد ورث هذه النزعة من إيرازموس داروين، الذي كان يتلعثم هو أيضا. (وقد كان أبي يروي إجابة إيرازموس داروين تذكرنا بأسلوب صامويل جونسون عن السؤال: «ألا تجد أن التلعثم أمر غير مريح للغاية يا دكتور داروين؟» والتي كانت على النحو التالي: «كلا يا سيدي لأنه يتيح لي الوقت لكي أفكر قبل أن أتحدث، وألا أسأل أسئلة سفيهة.»)
أحيانا كان يجمع بين تعبيراته المجازية بطريقة غريبة؛ فيستخدم مثلا عبارة «صامد مثل الحياة»، وهي مزيج بين «صامد من أجل حياته» «وصامد مثل الموت الزؤام.» وقد كان ذلك نابعا من رغبته المتلهفة للتأكيد على ما كان يقوله، مما كان يعطي انطباعا بالمبالغة في بعض الأحيان، حيث لم يكن يقصدها، لكنه كان يعطي كذلك انطباعا نبيلا بالاقتناع القوي الفياض، وذلك على سبيل المثال حين كان يقدم أدلته عن تشريح الحيوانات الحية أمام المفوضية الملكية، وقال كلماته عن القسوة: «إنها جديرة بالمقت والاشمئزاز.» وعندما كانت تصبح لديه آراء قوية وواضحة بشأن أي مسألة مماثلة، لم يكن يثق بقدرته على الحديث؛ إذ كان يغضب بسهولة، وقد كان يكره ذلك للغاية. لقد كان مدركا لحقيقة أن غضبه كان يميل لأن يتضاعف ويتضاعف، ولهذا السبب، فقد كان يخشى أن يوبخ أحد الخدم على سبيل المثال.
ومن أكبر الأدلة على تواضع والدي في أسلوبه في الحديث، أنه حين حضر لزيارته عدد من الزوار من طرف السير جون لاباك بعد ظهيرة يوم من أيام الآحاد، لم يبد عليه قط أنه كان يقوم بالوعظ أو إلقاء محاضرة، بالرغم من استحواذه على النصيب الأكبر من الحديث. وكان يتمتع بجاذبية خاصة حين «يغيظ» بمزاح أحدا، وقد كان يفعل ذلك بفرح كبير. وكان يتسم بخفة روح صبيانية في مثل هذه الأوقات، وتتجلى رقة طبيعته بقوة شديدة. وحين كان يتحدث مع سيدة يسر بالحديث معها ويستمتع به، كان من الممتع جدا مشاهدة سلوكه الذي يجتمع فيه المرح مع الاحترام.
حين كان يحضر لأبي عدد من الضيوف، فإنه كان يحسن التصرف: فيتحدث مع كل منهم على حدة لبعض الوقت، أو يجمع بين اثنين أو ثلاثة منهم معا حول كرسيه. ودائما ما كان حديثه في هذه المحادثات مفعما بوجه عام بقدر كبير من المرح أو الود الغامر بالبهجة. وربما يكون تذكري لعنصر الفكاهة السائد هو الأكثر حيوية في ذهني؛ فقد كانت أفضل الحوارات تدور مع السيد هكسلي، الذي كان يتسم بنزعته المماثلة إلى الدعابة، حتى إن لم تكن حاضرة في الحديث. كان أبي يستمتع بدعابة السيد هكسلي للغاية، وكثيرا ما كان يقول عنه: «يا لروعة حس الدعابة لدى هكسلي!» وأعتقد أنه كان يندمج في جدالات تغلب عليها الطبيعة العلمية (على هيئة العراك) مع لايل والسير جوزيف هوكر.
كان يقول إنه يحزنه ألا يشعر تجاه أصدقائه في آخر حياته بتلك المشاعر الدافئة التي كان يشعر بها في شبابه. لا شك في أن خطاباته الأولى التي أرسلها من كامبريدج كانت تبرهن على مدى صداقته القوية جدا مع هربرت وفوكس، ولم يكن لأحد سواه بالطبع أن يعترف بأن مشاعره تجاه أصدقائه لم تكن على الدرجة نفسها من الدفء طوال حياته. لم يكن يدخر وسعا في سبيل تقديم أي خدمة لأحد من الأصدقاء، وكان يبذل في ذلك جهده ووقته الثمينين عن طيب خاطر. لا شك في أنه كان يتمتع بقدرة غير عادية على أن يجعل أصدقاءه يتعلقون به. لقد حظي في حياته بالعديد من الصداقات الدافئة، لكن أواصر المودة التي جمعته بالسير جوزيف هوكر، كانت أقوى مما نراه عادة بين الرجال. لقد كتب في عمله «ذكريات» يقول: «لا أظن أنني قد عرفت من الرجال من هو أكثر جدارة بالمحبة من هوكر.»
كانت تجمعه بأهل القرية علاقة جيدة، وكان يعاملهم بلطف أفرادا وجماعات كلما تواصل معهم، وكذلك كان يهتم بجميع ما يتعلق بشئونهم ومعيشتهم. وبعد مرور بعض الوقت على انتقاله إلى المعيشة في داون، ساعد في تأسيس «ناد خيري»، وعمل أمينا لصندوقه على مدى ثلاثين عاما. وقد بذل عناء كبيرا في رعاية أمور هذا النادي، من الإشراف على حساباته وتسجيلها بدقة بالغة، والاستمتاع بما وصل إليه من أحوال مزدهرة. وقد اعتاد النادي في يوم اثنين العنصرة على القيام بمسيرة والتجول مع فرقة موسيقية ورايات والتجمع على الأرض المعشوشبة أمام منزلنا. وهناك، كان يلتقي بهم ويشرح لهم وضعهم المالي في حديث قصير تتخلله بعض الدعابات المعتادة. وفي أحيان كثيرة، لم يكن يتمتع بصحة جيدة، مما كان يجعل من هذا الاحتفال القصير مجهودا شاقا بالنسبة له، لكنني لا أعتقد أنه قد تخلف مرة عن لقائهم.
كان يقوم أيضا بمهام أمين الصندوق لنادي الفحم، فكان ذلك يشغله بعض الشيء، كما أنه قد عمل لبعض السنوات قاضيا محليا.
وفيما يتعلق باهتمام والدي بأمور القرية، فقد كان السيد برودي إنيس كريما للغاية؛ إذ أمدني بذكرياته عن ذلك، وهي كالتالي:
حين أصبحت كاهن داون في عام 1846، أصبحنا صديقين واستمرت صداقتنا حتى وفاته. وكان يعاملني أنا وأسرتي بعطف لم يتغير أبدا، وقد كنا نبادله ذلك بمودتنا الدافئة.
Page inconnue