Charles Darwin : sa vie et ses lettres (première partie) : avec un chapitre autobiographique de Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Genres
من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر
داون، 12 أبريل [1857]
عزيزي هوكر
أسعدني خطابك أيما سعادة، ولا أستطيع أن أقصي عن ذهني فكرة أنني أستغل كرمك؛ حيث آخذ فقط ولا أعطي شيئا. يا له من كلام رائع ذلك الذي استطعت كتابته حول موضوع التباين برمته! إن الحالات التي نوقشت في خطابك الأخير هامة بالنسبة لي (وإن كانت بغيضة وملعونة)؛ حيث إنها تكشف عن شدة جهلنا بمسببات التباين. سأشير فقط لهذه الحالات، باعتبارها نوعا من التقسيم الفرعي لتعدد الأشكال، الذي يعد أكثر تحديدا قليلا، على ما أعتقد، من تباين التوت الشوكي، على سبيل المثال، ويساويه أو يفوقه في إثارة الحيرة.
كنت أجمع للتو ملحوظاتي حول التباينات التي «تبدو» ناتجة عن التأثير الآني والمباشر للمسببات الخارجية؛ وخرجت بنتيجة واحدة. يقر أكثر المؤيدين لفكرة الخلق المستقل تشددا بأن فراء الحيوانات المنتمية للنوع نفسه يكون أرق في جنوب نطاق انتشار هذا النوع عن شماله، وأن الأصداف المنتمية للنوع نفسه تكون أزهى لونا ناحية الجنوب من الشمال؛ وأنها أبهت لونا في المياه العميقة، وأن الحشرات تكون أصغر وأدكن لونا على الجبال، وأكثر شحوبا وأشبه بالصدف قرب البحر، وأن النباتات تكون أصغر وأغزر شعرا وذات زهور أزهى لونا على الجبال؛ إذن في كل هذه الحالات، وغيرها، تتبع أنواع متمايزة القاعدة نفسها في المنطقتين، ويبدو لي أن أبسط تفسير لهذا هو أن الأنواع ليست سوى ضروب مميزة جدا؛ ومن ثم تتبع القوانين نفسها الخاصة بالضروب المعروفة والمعترف بها. أذكر كل هذا بسبب تباين النباتات عند ارتقائها الجبال؛ وقد سقت الملحوظة السابقة على وجه العموم فحسب دون أمثلة، حيث سأضيف أنه ثمة الكثير جدا من الشك والنزاع حول ما يمكن أن نطلق عليه ضروبا؛ لكنني رغم ذلك صادفت عدة ملاحظات عابرة حول «ضروب» النباتات الموجودة على الجبال والتي من هذا النوع، حتى إنني أعتقد أن بهذه الملحوظة بعض الحقيقة. ما رأيك في هذا؟ هل تعتقد أن ثمة «أي» نزعة في «الضروب»، كما يطلق عليها «بوجه عام»، الخاصة بالنباتات لتصير أغزر شعرا وذات زهور أكبر حجما وأزهى لونا عند اعتلائها الجبال؟
إنني أولي اهتماما ب «حديقة الحشائش» الخاصة بي التي مساحتها ثلاثة أقدام في قدمين؛ حيث أميز كل شتلة بمجرد أن تظهر، وإنني مندهش من العدد الذي نبت، وأكثر اندهاشا من العدد الذي قتلته البزاقات وغيرها. لقد قتل 59 بالفعل هكذا؛ لقد توقعت عددا كبيرا، لكنني كنت أعتقد أن هذا كان عائقا أقل قوة مما يبدو، ونسبت دمار الشتلات برمته تقريبا للاختناق وحده. يبدو أن شتلات الحشائش أقل كثيرا في معاناتها من ثنائيات الفلقة.
من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر
مور بارك، فارنام [(؟) أبريل 1857]
عزيزي هوكر
لقد أرسل خطابك إلي هنا، حيث أخضع للعلاج المائي لمدة أسبوعين، وقد قضيت هنا أسبوعا، وصادفت بالفعل تحسنا غير قابل للتصديق على الإطلاق بالنسبة لي وغير قابل للتفسير بالمرة. أستطيع الآن السير وتناول الطعام مثل أي رجل متمتع بالصحة، وحتى الليالي تمر علي في سلام. لا أستطيع البتة أن أفهم كيف يستطيع العلاج المائي أن يؤتي تأثيرا كما يفعل معي . إنه يغشى العقل إلى درجة كبيرة؛ إذ لم أفكر في أي نوع مهما كان منذ غادرت المنزل. لقد صدمني خطابك؛ كنت أعتقد أن غزارة الشعر وغيرها كانت أمورا مسلما بها عموما في «الأنواع» الجبلية؛ إنني واثق أنني قد رأيت الإشارة إليها عدة مرات. كان فالكونر يتحدث لي عنها منذ عدة أيام. أذكر أن ماين أو جاي، أو شخصا مشابها (قد تحتقره)، وضع ملحوظة حول هذا الأمر بشأن نباتات سلسلة جبال تشيلي. وكتب فيمر كتابا صغيرا حول الموضوع نفسه، وعن اتصاف «الضروب» بهذا في جبال الألب. لكني أقر أنه بعد الكتابة إليك أذهلني أن أجد رجلا (موكين تاندون، على ما أعتقد) يقول إن الزهور الجبلية تميل بشدة لأن تكون بيضاء، وأن أجد لينيوس يقول إن البرد يجعل النباتات «عديمة البتلات»، حتى إذا كانت من النوع نفسه! هل يغلب على نباتات القطب الشمالي أن تكون عديمة البتلات؟ اعتقادي العام الذي تأتى من عملي التجميعي هو الاتفاق تماما مع ما تقوله حول التأثير الصغير المباشر للمناخ؛ وقد أشرت للتو لكثافة شعر النباتات الجبلية باعتبارها «استثناء». كانت قوة الرائحة ستصبح حالة مناسبة لي لو كنت أعرف «ضروبا» أقوى رائحة في البيئات الجافة.
Page inconnue