Charles Darwin : sa vie et ses lettres (première partie) : avec un chapitre autobiographique de Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Genres
تمتلك القدرة على التحرك على نحو مستقل باستخدام أهداب، وهي في واقع الأمر يرقات. وفي ورقة بحثية أخرى قصيرة، أثبتت أن الأجسام الكروية الصغيرة التي كان يعتقد أنها من نوع فيوكاس لورياس
Fucus Loreus
وهي ما تزال في مرحلة صغيرة، هي في الواقع أكياس البيض للنوع الشبيه بالدود بونتوبديلا موريكاتا
.
كانت جمعية بليني للتاريخ الطبيعي تحظى بتشجيع البروفيسور جيمسون، وأعتقد أنه هو مؤسسها أيضا، وكانت تتألف من بعض الطلاب، وقد كانوا يلتقون في إحدى غرف الجامعة الموجودة تحت الأرض ليقرءوا أوراقهم البحثية عن العلوم الطبيعية ويتناقشون فيها. ولقد اعتدت على حضور هذه الاجتماعات بانتظام، وقد كانت تترك لدي تأثيرا جيدا؛ إذ كانت تزيد من حماسي، كما أنني كونت من خلالها علاقات جديدة ممن تتوافق اهتماماتي مع اهتماماتهم. وفي إحدى الأمسيات، نهض شاب مسكين وبعد أن ظل يتلعثم ويتأتئ لفترة طويلة من الوقت وقد احمرت وجنتاه من الخجل، تمكن أخيرا من أن يتفوه ببطء بالكلمات التالية: «سيدي الرئيس، لقد نسيت ما كنت سأقوله.» بدا الشاب المسكين مضطربا للغاية، وقد تملكت الدهشة من جميع الأعضاء، فلم يستطع أحد منهم أن يفكر في كلمة يقولها ليواري ما كان به من اضطراب. لم تكن تلك الأوراق التي كنا نقرؤها في تلك الجمعية الصغيرة مطبوعة؛ لذا فإنني لم أحظ برؤية ورقتي مطبوعة، لكنني أعتقد أن الدكتور جرانت قد لاحظ اكتشافي الصغير وكتب عنه في مقاله الممتاز عن الفلاسترا.
لقد كنت عضوا كذلك في الجمعية الطبية الملكية وكنت أحضر اجتماعاتها بانتظام، غير أنه لما كانت الموضوعات التي تعنى بها طبية فحسب، فلم أمنحها الكثير من الاهتمام. وكثيرا ما كانت الموضوعات التي يتحدثون عنها على درجة كبيرة من السوء، غير أنه كان بها أيضا بعض المتحدثين الجيدين، وكان من أفضلهم من أصبح حاليا السير جيه كاي-شاتلوورث. كان الدكتور جرانت يصحبني بين الحين والآخر إلى اجتماعات جمعية فيرنر للتاريخ الطبيعي؛ حيث تقرأ أوراق بحثية عديدة عن التاريخ الطبيعي وتجري مناقشتها، ثم تنشر بعد ذلك في المجلة التي تنشر محاضر هذه الاجتماعات. وقد سمعت فيها أودوبون وهو يلقي بعض الأحاديث الشائقة عن عادات طيور أمريكا الشمالية، وهو يهزأ بعض الشيء بووترتون دون وجه حق. وأذكر أيضا بهذه المناسبة أن أحد الزنوج كان يعيش في إدنبرة وقد سافر مع ووترتون وكان يكسب عيشه بتحنيط الطيور، وقد كان بارعا في ذلك، وكان يعطيني دروسا مقابل أجر أدفعه له، وقد اعتدت على الجلوس معه؛ إذ كان رجلا لطيفا وذكيا للغاية.
وقد اصطحبني السيد ليونارد هورنر أيضا ذات مرة إلى أحد اجتماعات الجمعية الملكية بإدنبرة، وهناك رأيت السير والتر سكوت في كرسي الرئيس، وقد اعتذر للحضور في الاجتماع إذ إنه لم يكن يشعر بأن المنصب مناسب له. كنت أنظر إليه وإلى المشهد كله بإعجاب وتبجيل، وأعتقد أنه بسبب هذه الزيارة في غضون شبابي، وكذلك بسبب حضوري اجتماعات الجمعية الطبية الملكية، شعرت بالتكريم حين انتخبت قبل بضع سنوات عضوا شرفيا في كلتا الجمعيتين، أكثر مما شعرت بالتكريم في أي موقف مشابه. ولئن كان أحدهم قد أخبرني في ذلك الوقت بأنني سوف أحظى بمثل هذا الشرف، لقلت بأن ذلك مما يثير السخرية وهو أمر غير محتمل على الإطلاق، كما لو أن أحدهم قد أخبرني بأنني سأنتخب ملكا لإنجلترا.
وفي عامي الثاني في إدنبرة، حضرت محاضرات الدكتور ... في الجيولوجيا وعلم الحيوان، غير أنها كانت مملة للغاية، وقد كان أثرها الوحيد علي هو أنني قد عزمت على ألا أقرأ ما حييت كتابا واحدا عن الجيولوجيا وكذلك ألا أدرس بأي نحو هذا العلم. وبالرغم من ذلك، فأنا متيقن من أنني كنت مستعدا لدراسة الموضوع من ناحية فلسفية؛ إذ كان السيد العجوز كوتون من شروبشاير، الذي كانت لديه معرفة كبيرة بالصخور، قد أراني قبل ذلك بسنتين أو ثلاث في مدينة شروزبيري أحد الجلاميد الصخرية الكبيرة المنجرفة بفعل الأنهار الجليدية، الذي كان يدعى باسم «حجر الجرس»، وقد أخبرني بأنه لا توجد صخرة أخرى من هذا النوع في مكان أقرب من كمبرلاند أو اسكتلندا، وقد راح يؤكد لي مليا أن العالم سينتهي قبل أن يتمكن أي إنسان من أن يفسر السبب في وجود هذا الجلمود في المكان الذي يقبع فيه الآن. وقد ترك ذلك انطباعا عميقا لدي، ورحت أتأمل وأتفكر في هذه الصخرة الرائعة؛ لذا فقد شعرت بسرور بالغ حين قرأت لأول مرة عن دور الكتل الجليدية في نقل الجلاميد الصخرية؛ إذ كنت فخورا بالتقدم الحادث في علم الجيولوجيا. ومن الأمور العجيبة كذلك أنني، رغم كوني ما زلت في السادسة والسبعين، فقد سمعت البروفيسور وهو يلقي محاضرة ميدانية عند جروف سولزبيري كريجز، وكان يتحدث عن جيب نافذ به حواف لوزانية، وقد تصلبت الطبقات على جانبيه، وانتشرت الصخور البركانية في كل مكان من حوله، وقال إنه صدع قد امتلأ بالرواسب من الأعلى، وقد أضاف متهكما أن هناك بعض الرجال يرون أنه قد حقن من الأسفل بمواد منصهرة. وحين أتذكر هذه المحاضرة، فإنني لا أتعجب من قراري بعدم دراسة الجيولوجيا.
ومن حضوري لمحاضرات ... تعرفت إلى المسئول عن المتحف، السيد ماكجليفراي، والذي قد نشر فيما بعد كتابا كبيرا وممتازا عن طيور اسكتلندا. وكنت أتحدث معه أحاديث شائقة للغاية عن التاريخ الطبيعي، وقد كان لطيفا معي للغاية، وأعطاني بعض الأصداف النادرة؛ إذ إنني كنت في ذلك الوقت أجمع الرخويات البحرية، لكنني لم أكن لذلك حماسا كبيرا.
أما عن عطلاتي الصيفية في هاتين السنتين، فقد كانت مخصصة بأكملها للاستمتاع والترفيه، لكنني دائما ما كنت أقرأ فيها بعض الكتب باهتمام كبير. وفي صيف عام 1826، ذهبت في جولة سير طويلة مع اثنين من الأصدقاء، وقد حملنا حقائبنا على ظهورنا عبر أرجاء شمال ويلز. كنا نسير ثلاثين ميلا في معظم الأيام، بما في ذلك يوم صعودنا جبل سنودن. وذهبت أيضا مع أختي في جولة بالخيول في شمال ويلز، ومعنا خادم يحمل ثيابنا في حقائب على سرج حصانه. أما عطلات الخريف، فقد كانت مخصصة للصيد، لاسيما في ضيعة السيد أوين في وودهاوس وضيعة عمي جوز [جوزيا ويدجوود، ابن مؤسس مصنع إتروريا ووركس] في مير. وقد كان حماسي للصيد عظيما، حتى إنني كنت أضع حذائي المخصص للصيد مفتوحا بجوار سريري حين كنت أذهب للنوم كي لا أضيع نصف دقيقة في ارتدائه صباحا. وفي إحدى المرات، وصلت إلى بقعة بعيدة من ضيعة مير، وكان ذلك في العشرين من أغسطس لصيد الطيهوج الأسود، وقبل أن أدرك أنني قد ابتعدت، ظللت أتحرك ببطء وصعوبة في النباتات الخضراء الكثيفة والصنوبر الاسكتلندي مع القائم على منطقة الصيد على مدى اليوم.
Page inconnue