42

على هذا النحو استقر الرأي الذي رجحته الأميرة - الأم - الجازية بثلث تفردها بالمشورة قائلة: تؤنس ... قرطاج ... المغرب الذي آن أوان تعريبه.

قال دياب بن غانم مؤكدا: المغرب العربي، بإذن الله.

وهذا هو ذات المعنى الذي نطق به السلطان حسن الهلالي مؤكدا، وتوالت على أثره الأسئلة والتساؤلات، أبرزها أهمية المعرفة والجمع العاجل للجديد، وما استجد من معلومات سواء للأقوام والبلدان التي ستحتاجها جحافل الهلاليين وأحمالهم ومئونتهم وجيشهم في جزيرة العرب، وسواء في مدن الشام وفلسطين ومصر وليبيا إلى أن تصل غرضها فيالقها إلى قرطاج والمغرب العربي، في طريقها بالطبع إلى الأندلس. - أبو زيد ...

هنا جاء دور أبي زيد الذي لم يفق بعد تماما من حبه وزواجه بالعالية بنت جابر - قاتل شقيقيها - ومدى وعوده ورهبة لقائه الأول معها الذي قد تقصر عنده أكبر معاركه ومنازلاته وملاحمه.

صحيح أنه لقاء الحب والرغبة الجارفة الدافقة إلى تحقيقه من دون التطلع إلى الوراء، الذي قد يحوله من فوره إلى بغضاء وكره مدمر أصفر. - أبو زيد ...

فهو وحده الكفيل بالمبادرة في المهام الحيوية مثل الهجرة والحرب.

وأعادت الجازية حرصها على الهلاليين. - فقط لنعرف عن قريب ما استجد، الطريق ...

غمغم القاضي بدير بن فايد: الطريق وريادته.

وأكملت الجازية مؤكدة: الريادة.

وهكذا عادت الأنظار جميعها لتنصب على أبي زيد الذي أطرق من فوره مستجيبا، مفكرا في زوجته العالية التي لم تبرأ بعد من أحزانها وأفراحها، لكن ما العمل ومصلحة وأمن وقوت القبائل الهلالية تهيب به للإسراع في الحركة والعمل المضني، الذي آن أوان تحقيقه إن لم يكن قد تأخر كثيرا. •••

Page inconnue