دعاهم أبو سعدى برمح كعيب
أخرب أبو سعدى جميع مساكننا
وما عاد لنا سامح ومجيب
دائر كما الدولاب ولد غانم
ينادي دياب من لقانا هريب.
إلى أن استنجد السلطان حسن بن سرحان وأبو زيد الهلالي بدياب بن غانم، الذي نازل الزناتي إلى أن أصابه برمحه «بين عينيه» وفتح تونس واعتلى عرش الزناتي وأوقع السبي بابنته «سعدى»، وهي التي ساعدت - مع «عزيزة» - الهلاليين إلى أن تحقق لهم فتح تونس والمغرب العربي حتى الأندلس التي حكمها أبو زيد الهلالي.
شوقي عبد الحكيم
موت الأميرة شماء بنجد واعتلاء الجازية مكانها في قيادة بني هلال
أخيرا أسلمت الأميرة شماء الروح، ولا يعرف أحد على وجه الدقة في كل أنحاء «نجد المرية» كيف حدث هذا، وهل يمكن فعلا أن يحدث على هذا النحو الفاجع الصادم؟ أي أن تسبل الأمير شماء أميرة بني هلال عينيها الدعجاوتين، وكما لو كانت تستسلم للنعاس المصاحب لخدر النوم، لتلفظ أنفاسها الأخيرة وتموت مثلها مثل خلق الله الآخرين!
أحقا ما يحدث ويحمله هواء ذاك الصباح الرطب من سهل إلى ما يجاوره ومن مضرب إلى آخر ومن مرج إلى نظيره، على طول رحاب نجد، فتتداوله الألسن والحلوق الجافة غير المصدقة، بينما تسيل العيون دموعها مدرارا وهي تتحرك في الوجوه التي هدها النبأ المفاجئ، فاندفعت باتجاه مضاربها كالموج الهادر غير مصدقة أو مدركة لما حط على نجد في ذلك اليوم، الذي لا بد ألا تسطع له شمس أبدا، وإن حدث وسطعت فلا بد أن يحرق سياط لهيبها كل أخضر ويابس دون رحمة؟!
Page inconnue