ب : «ماذا؟»
ف : «هل جميع هذه الأشياء، الاكتفاء، والقوة، وما شئت، هي كالأجزاء التي تشكل في اجتماعها جسدا واحدا وإن تعددت واختلفت الواحدة عن الأخرى؟ أو أن هناك واحدة منها يمكن أن تقدم جوهر السعادة، وتصنف تحتها البقية؟»
ب : «هل يمكن أن توضحي لي السؤال بأن تكوني أكثر تحديدا؟»
ف : «حسنا، ألم نعتبر السعادة خيرا؟»
ب : «بلى، الخير الأسمى.»
ف : «بوسعك أن تقول الشيء نفسه عنها جميعا، فتحكم بأن الاكتفاء التام هو السعادة، وكذلك القوة، والاعتبار، والمجد، والمتعة، حسن، السؤال هو: هذه الأشياء جميعا - الاكتفاء، القوة، ... إلخ - أهي خير كما لو أن السعادة جسد هي أعضاؤه، أم أن الخير شيء يعلو عليها وتنتمي هي إليه؟»
ب : «أفهم الأمر الذي تقترحين أن نبحثه، ولكني مشوق لسماع ما لديك بشأنه.»
ف : «أريدك أن تأخذ التفسير التالي: إذا كانت هذه الأشياء جميعا تتصل بالسعادة كما ترتبط الأعضاء بالجسم، ستكون مختلفة الواحدة عن الأخرى؛ لأن طبيعة الأجزاء أن يكون الجسم واحدا بينما الأجزاء التي تكونه متعددة، ولكننا أثبتنا أن كل هذه الأشياء متماهية، إذن هي ليست كالأعضاء، أضف أن ذلك سوف يظهر السعادة كأنها جسد مكون من عضو واحد وهو مستحيل.»
ب : «لا شك في ذلك، ولكني مشوق لما سيفضي إليه.»
ف : «من البين أن الخصائص الأخرى تصنف تحت الخير، فالناس لا يسعون إلى الاكتفاء إلا لأنهم يرونه خيرا، ولا يسعون إلى القوة إلا لأنهم يعتبرونها خيرا، والشيء نفسه ينسحب على الشرف والمجد واللذة.
Page inconnue