88

L'œil et l'empreinte dans les croyances des gens de la tradition

العين والأثر في عقائد أهل الأثر

Chercheur

عصام رواس قلعجي

Maison d'édition

دار المأمون للتراث

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٧هـ

وقال في الفتح أيضًا: قوله ﷺ: "ثم يناديهم بصوت يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قرب" ١ حمله بعض الأئمة على مجاز الحذف، أي "يأمر من ينادي"، فاستبعده من أثبت الصوت، بأن في قوله: "يسمعه من بعد" إشارة إلى أنه ليس من المخلوقات؛ لأنه لم يعهد مثل هذا فيهم، وبأن الملائكة إذا سمعوه صعقوا، وإذا سمع بعضهم بعضًا لم يصعقوا، قال: فعلى هذا، فصوته ﷾ صفة من صفات ذاته، لا يشبه صوت غيره، إذ ليس يوجد شيء من صفاته في صفات المخلوقين، قال: وهكذا قرره المصنف -يعني البخاري- في كتابه خلق الافعال٢. انتهى.

١ رواه البخاري في: صحيحه: باب قوله الله تعالى: "ولا تنفع الشفاعة عنده..الآية"، "الفتح: "٤٥٣/١٣"، وفي: خلق أفعال العباد: "صـ ١٣، ٥٩". ٢ خلق أفعال العباد::صـ ٥٩".

حد الصوت ٣ وحد الصوت ما تحقق سماعه، فكل متحقق سماعه صوت، وكل ما لا يتأتى سماعه ليس بصوت، وصحة الحد كونه مطردًا منعكسًا٤، وقول من قال: إن الصوت هو الخارج من هواء بين جرمين، فغير صحيح، لما يوجد سماع الصوت من غير ذلك، كتسبيح٥ الأحجار، وتسبيح الطعام، وتسبيح الجبال٦، وشهادة الأيدي، والأرجل٧، وقال تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ ٨ وقال تعالى: ﴿يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلْ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ

٣ فتح الباري: "٤٥٧/١٣". ٤ شرح الكوكب المنير: "١٠٣/١"، مختصر الطوفي: "صـ ٤١"، التعريفات: "صـ ١١٨". ٥ في شرح الكوكب المنير: "٥٦/٢": كتسليم الأحجار، وقد تقدم ذكر مخرجه. ٦ قال تعالى: ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ﴾ [الأنبياء، الآية: ٧٩]، وقال تعالى: ﴿إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ﴾، [ص: الآية ٨] . ٧ تقدم ذكر مخرجه. ٨ الإسراء: الآية: ٤٤.

1 / 94