Retour de la Mort Noire: Le tueur le plus dangereux de tous les temps
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Genres
يستحيل أن تصدق معدل الوفيات في كل أنحاء البلاد بأكملها. يصف المسافرون والتجار والحجاج وغيرهم ممن مروا بها كيف وجدوا الماشية تجول بلا رعاة في الحقول، والبلدة مهجورة، والأرض بلا زراع، والمنازل خاوية من السكان، ولا يوجد سوى عدد محدود من الناس. كانت أعداد الوفيات هائلة؛ لدرجة أن مدنا وبلدات وقرى كثيرة كان يبلغ تعداد سكانها من قبل 20 ألف نسمة، أصبح لا يتجاوز تعداد سكانها ألفي نسمة، ومدنا ومناطق ريفية كثيرة كان تعداد سكانها من قبل 1500 نسمة، لم يتبق فيها غالبا سوى 100 نسمة. وفي مناطق كثيرة مختلفة، بارت الأراضي والحقول.
واستطرد يقول إن العصور اللاحقة سيصعب عليها أن تصدق الرعب الذي سببه الطاعون.
تحرك الموت الأسود من باريس نحو الشمال الغربي حيث الساحل الذي وصله في أغسطس عام 1348. مرة أخرى أبطأ الشتاء عنف العدوى (هل حصلنا على خيط جديد هنا؟)، إلا أنه عاد إلى كامل شراسته وعنفوانه. قدر شاهد عيان في مدينة روان معدل الوفيات بنحو مائة ألف نسمة - مرة أخرى قد يكون هذا الرقم مبالغا فيه - ووهب دوق نورماندي أرضا لاستخدامها كمدافن جديدة.
في بلدية لاجريفري، التي تبعد أربعة أميال (ستة كيلومترات) من بلدية فير، «تحللت جثث الموتى وتعفنت على النقالات حيث لفظوا أنفاسهم الأخيرة». حلق علم أسود فوق الكنيسة كما حدث في كافة قرى نورماندي الأكثر تضررا. (5) سقوط إسبانيا
في تلك الأثناء، ضمنت السفن التجارية نشر المرض في كل أنحاء البحر المتوسط. كان معدل الوفيات في الموانئ هائلا جدا حتى إن الجثث كانت تلقى في البحر مباشرة. ضرب الطاعون قبرص بشراسة مدمرة. ولما وجد القبرصيون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الفاجعة، جمعوا كافة العبيد والسجناء المسلمين، وخصصوا فترة ظهيرة كاملة حتى مغيب الشمس لذبحهم؛ خشية أن يحكم المسلمون قبضتهم على الجزيرة، حيث كان مسيحيون كثر يموتون أو يولون الأدبار في هلع.
أثار الموت الأسود ذعر الملك بيدرو الرابع ملك منطقة أراجون عندما وصل الطاعون جزيرة ميورقة في أبريل عام 1348. أصدر بيدرو أوامره للحكومة باتخاذ الخطوات اللازمة لوقف زحف المرض، إلا أن قادة الجزيرة كانوا لا حول لهم ولا قوة، وبلغت الخسائر في الأرواح نحو 15 ألف نسمة في شهر واحد، وهو رقم مهول. قيل إن 80٪ من سكان الجزيرة قضوا نحبهم، وسرعان ما صارت الحكومة تشكو من أن الناس أوهنها المرض بشدة؛ لدرجة أنهم لم يعودوا قادرين على حماية أنفسهم من هجمات القراصنة وهجمات والي تونس الملقب بلقب باي تونس. بل أمر حاكم ميورقة في يونيو عام 1349 أن يرسل قوات إلى جزيرة منورقة المجاورة، حيث كان الخراب أعظم؛ لمساعدتها في درء هجمات الأعداء.
غزا الطاعون شبه الجزيرة الإيبيرية عبر موانئ برشلونة وفالنسيا في البحر المتوسط، حيث وصل إلى هناك في مايو عام 1348. في البداية انتشر المرض ببطء إبان الخريف والربيع موديا بحياة نحو 70 فردا في اليوم الواحد. زحف المرض جنوبا إلى العرب الذين كانوا يهاجمون ألفونسو الحادي عشر ملك قشتالة؛ مما روع صفوفهم، وقد دون فيليب زيجلر في كتابه «الموت الأسود» أن خيبة الأمل أصابت كثيرين منهم لدرجة أنهم فكروا في اعتناق المسيحية كنوع من العلاج الوقائي، لكن سرعان ما تفشى المرض في صفوف قوات قشتالة، وعندما «علموا أن الطاعون طال المسيحيين حينئذ، تلاشت نواياهم الحسنة وعدلوا عن رأيهم.»
نجا جيش قشتالة سالما في منطقة جبل طارق ثم بعدها ضربه الطاعون في مارس عام 1350. اقترح ضباط الجيش أن يترك الملك ألفونسو القوات ويسعى إلى السلامة في العزلة، إلا أنه رفض أن يترك مكانه، وهكذا مات إبان تفشي الوباء. وقد كان الملك الحاكم الوحيد الذي يلقى حتفه إبان الموت الأسود، وإن كان الملك بيدرو قد فقد زوجته وابنته الصغرى وابنة أخيه.
وفي آخر المطاف جرى خرق القانون في إسبانيا، وجالت عصابات قطاع الطرق في أنحاء الريف، ونشر مرسوم يأمر بإنزال أشد العقاب بكل من يقبض عليه أثناء قيامه بنهب منازل ضحايا الطاعون. (6) ثلاث سنوات من الدمار
اندفع الموت الأسود بلا هوادة شمالا في أنحاء أوروبا كموجة عملاقة. استغرق الأمر ثمانية أشهر من الضربة الأولى كي يبيد الوباء كل مدينة يدخلها ، ولم يرخ قبضته قط. وكان تقدمه أكثر سرعة في المراحل الأولى من ديسمبر 1347 إلى يونيو 1348، وهو الوقت الذي انتشر فيه في إيطاليا وجزء كبير من فرنسا، وإسبانيا والبلقان. وبعد أن عبر جبال الألب وجبال البرانس، واصل زحفه شمالا حيث وصل في آخر المطاف إلى السويد والنرويج ودول البلطيق بحلول ديسمبر عام 1350.
Page inconnue