Retour de la Mort Noire: Le tueur le plus dangereux de tous les temps
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Genres
هل هناك ما هو أبشع من الموت الأسود؟
نعلم أن القوى العظمى في العالم لطالما عملت في الخفاء لعقود عديدة على ابتكار الأسلحة البيولوجية. كان تطوير هذه التكنولوجيا الضرورية هو نتيجة حتمية للاكتشاف الذي حدث عام 1953 بشأن الكيفية التي يحكم بها الدي إن إيه الوراثة ويتحكم في آلية عمل كافة الكائنات الحية، بدءا من الميكروبات ووصولا إلى الإنسان. أنفقت الحكومات كما هائلا من الوقت والمال في سبيل ابتكار طرق لمهاجمة الأفراد في مجموعات وقتلهم من خلال إطلاق كائنات حية فتاكة أو سمومها، وكذلك في سبيل إعداد وسائل للتصدي لمثل هذه الهجمات.
إن الحرب الجرثومية هي بديل القنبلة النووية الرخيص؛ لأن الأسلحة النووية باهظة التكلفة وصعبة النقل وسهلة الرصد. توضح مقاومة صدام حسين لوقف برنامج الأسلحة البيولوجية الخاص بالعراق، الذي كبده الحرمان من وضع يده على مليارات الدولارات من عوائد النفط، توضح الأهمية التي عقدها على هذه الطريقة في الهجوم. وقد تلجأ أي منظمة إرهابية - إلا إذا كانت مدعومة من قوة عظمى يمكن أن تمدها بالأسلحة النووية وسبل نقلها - إلى الحرب الجرثومية، وبمقدور أي عالم أحياء دقيقة محنك بسهولة أن يعلم مثل هذه الجماعة من المتطرفين كيفية صنع أسلحة بيولوجية فتاكة، «باستخدام القليل من قاذورات فناء المنزل الخلفي، وبعض معدات المعامل المتوافرة في كل مكان» (مقتبسة من كتاب «الجراثيم: السلاح الأخير»، انظر الآتي).
في نظر الإرهابي، ثمة ميزة إضافية للأسلحة البيولوجية متمثلة في غموض عواقبها، فبمجرد انفجار قنبلة تقليدية، يمكن تحديد حجم الدمار الذي ألحقته وعدد الوفيات الذي أسفرت عنه، لكن في حال وقوع هجمة بيولوجية، فلن تستطيع السلطات الصحية أن تعرف طبيعة الضربة ولا حجمها، ولن تستطيع التنبؤ بالتطورات المستقبلية أو عدد الوفيات النهائي. كل ما يمكنها فعله هو الاستعداد للسيناريو الأسوأ، الذي قد يكون استجابة مبالغا فيها لهجمة صغيرة. (1) الإرهابيون البيولوجيون الأوائل
إن تاريخ الحروب البيولوجية طويل وغير مبتكر. إن قصة العهد القديم المذكورة في سفر الخروج في الإصحاح التاسع والعددين 8 و9 التي ينصح فيها الرب موسى أن يذر الرماد أمام فرعون تعد مثالا على حرب جرثومية ووصفا لموجة تفشي الجمرة الخبيثة؛ إذ لا بد أن الغبار قد تحول إلى هباء جوي من بكتيريا العصيات لأنها صارت «دمامل متقيحة على كل من الإنسان والحيوان.»
في القرن السادس قبل الميلادي لوث الآشوريون آبار أعدائهم بمهماز الشيلم (فطر الإرجوت)، وهو نوع من المرض الفطري. واستخدم حكيم أثينا سولون عشب الخربق في تسميم موارد مياه أهل مدينة كريسا.
منذ ما يزيد عن ألفي عام، غمس رماة السهام السكوثيون رءوس سهامهم في روث الحيوانات والجثث المتعفنة لرفع قدرة أسلحتهم على الإماتة. وكما رأينا قبلا، قذف جثث ضحايا الطاعون من فوق جدران المدينة على أمل نقل العدوى إلى العدو إبان طاعون أثينا وحصار كافا.
وبات الجدري طريقة لإخضاع القبائل الهندية في أمريكا الشمالية. في إحدى المرات، إبان الحرب الفرنسية والهندية في كندا، قيل إن السير جيفري أمهيرست أهدى زعماء القبيلة أغطية ملوثة بقشور الجدري؛ مما نقل العدوى إلى السكان وسهل الزحف البريطاني. استخدم البريطانيون أيضا أغطية ملوثة بالجدري لنقل العدوى إلى أفراد قبيلة في معقل فورت بيت على حدود بنسلفانيا عام 1763.
كل هذا عاد ليطاردنا. جريج بورلاند، زعيم قبيلة تشايين ريفر سيوكس بجنوب ولاية داكوتا، سليل امرأة من الأمريكيين الأصليين لقيت حتفها جراء الإصابة بالجدري، وكانت تدعى بلو إيرنجز. وهو يزعم أنه، على عكس الأوروبيين، لم يكون السكان الأصليون لأمريكا الشمالية مناعة ضد المرض، ويطالب بتطعيم جماعي لأبناء قبيلته تحسبا لوقوع هجوم بيولوجي.
في عام 1797، نقل نابليون إلى أهل مدينة مانتوفا عدوى حمى المستنقعات. وثمة روايات عن جنود قاموا إبان الحرب الأهلية الأمريكية بتسميم موارد المياه عن طريق الإلقاء عمدا بجيف الحيوانات في برك المياه. (2) كابوس وقتنا الحاضر
Page inconnue