Retour de la Mort Noire: Le tueur le plus dangereux de tous les temps
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Genres
هل كان طاعونا أثينا وجستينيان، وطواعين الإمبراطورية الإسلامية الأولى، وأشكال الطاعون الأصفر، من الطواعين النزفية؟ إذا كان الأمر كذلك فهل تسببت تلك الطواعين (وبالأخص الطاعون الأصفر) في زيادة تكرارية حدوث طفرة سي سي آر 5-دلتا 32 بالتدريج لتصل إلى نسبتها التي تبلغ فردا واحدا في كل 40000 فرد قبل ظهور الموت الأسود؟ يبدو هذا في نظرنا سيناريو محتملا. (8) ثوران الطاعون النزفي في القرم
لم يتوقف الطاعون عند بلاد الشام كما رأينا؛ فقد كان يزحف باستمرار شمالا إلى أنطاكية، ومن هناك يواصل المسير عبر تركيا وآسيا الصغرى وأوكرانيا، ويضرب الإمبراطورية الإسلامية بانتظام.
في عام 1266، شيد أهل جنوة مدينة كافا (يطلق عليها الآن فيودوسيا) في القرم وأصبحت الميناء الرئيسي لسفنهم التجارية العظيمة. وأسست صناعة ملاحة ساحلية إلى بلدة تانا (يطلق عليها الآن آزوف في روسيا) على نهر الدون، واستمرت التجارة عبر هذا الطريق المائي إلى وسط روسيا، ومن هناك إلى مدينتي سراي من خلال طرق القوافل.
بحلول أربعينيات القرن الرابع عشر (قبل الموت الأسود مباشرة) كانت كافا مدينة مزدهرة، ومحصنة بشدة داخل جدارين متحدي المركز: الجدار الداخلي يسور 6 آلاف منزل والجدار الخارجي يسور 11 ألف منزل. اشتمل السكان، الذين كانوا مزيجا من مختلف الأمم، على أفراد من جنوة والبندقية ويونانيين وأرمن ويهود ومغول وأتراك.
حاصر المغول كافا وتانا عام 1343. وفر التجار الإيطاليون الموجودون في تانا إلى كافا حيث دام الحصار حتى شهر فبراير عام 1344، وذلك عندما قتلت إحدى قوات الإغاثة الإيطالية 15 ألف شخص من القوات المغولية ودمرت آلات الحصار. جدد المغول حصار كافا عام 1345، إلا أنهم اضطروا بعد عام إلى رفع الحصار لأن وباء فتاكا دمر قواتهم.
انتقالات الطاعون النزفي في أنحاء بلاد الشام والقرم قبل وأثناء الموت الأسود.
أتينا بالفعل في الفصل الأول على ذكر كاتب العدل جابرييل دي موسي أحد أهالي مدينة بياتشنزا. كتب جابرييل أيضا عن أحداث القرم، مع أنه في الغالب لم يكن شاهد عيان. وقد وصف كيف أنه في عام 1346 في بلاد المشرق، أصاب مرض غامض يسبب الموت المفاجئ أعدادا لا حصر لها من التتار والمسلمين، وكان التتار قد حاصروا كافا لمدة تقارب الثلاث السنوات، إلا أن مرضا ما أصاب هذا الجيش «وراح يقتل الآلاف والآلاف كل يوم.» وبالتأكيد هذه مبالغة؛ فقد كان الجنود يموتون حالما تظهر أعراض المرض على أجسادهم: من أورام في منطقة تحت الإبط أو أعلى الفخذ، متبوعة بحمى العفن (اسم قديم لحمى التيفوس).
وضع التتار جثث رفقائهم في المجانيق وقذفوها بداخل جدران كافا؛ على أمل أن تقتل الرائحة النتنة التي لا تطاق الجميع هناك، فما كان من المسيحيين بداخل المدينة المحاصرة إلا أن ألقوا أكبر عدد ممكن من الجثث في البحر، إلا أن الجثث النتنة سرعان ما لوثت الهواء وسممت موارد المياه.
أغلب الظن أن هذا الشكل البدائي للحروب البيولوجية الذي شنه التتار لم يسهم في نشر الوباء، إلا أنه سرعان ما سقط كل شخص في المنطقة تقريبا ضحية للمرض الغامض. «يكفي أن ينظر المصاب إلى الأماكن والأشخاص فحسب حتى يصيبهم بالمرض وينقل السم إليهم.» لقد سمعنا بمثل هذه النوعية من التعليقات قبلا.
هرب بعض البحارة الذين أصيبوا بالمرض من كافا بالمراكب، البعض اتجه إلى جنوة، فيما اتجه آخرون إلى البندقية. لدى وصول البحارة إلى هناك، «تسممت كل الأماكن بالطاعون المعدي ومات قاطنوها على حين غرة.» وعندما كان يصاب فرد واحد بالمرض كان يسمم عائلته بأكملها «حتى وهو يموت.» من المفترض أن هذه قصة أخرى لوصول الموت الأسود إلى شمال إيطاليا عام 1348. (9) هل جاء الموت الأسود من القرم؟
Page inconnue