Retour de la Mort Noire: Le tueur le plus dangereux de tous les temps
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Genres
أكدت شهادة أحد شهود العيان من تشستر عام 1647 هذه الواقعة:
يسيطر الطاعون عليهم على نحو غريب؛ إذ يصيبهم بالاكتئاب من ناحية فيجن جنونهم، فكان بعضهم ينتحرون غرقا، وآخرون يقتلون أنفسهم، كانوا يموتون في غضون ساعات قليلة، وكان بعضهم يهرول جيئة وذهابا في الشارع، متسربلين بقمصانهم مما يثير ذعرا كبيرا بين سكان المدينة.
جاء في واحدة من الروايات المعاصرة التي تصف العذابات التي كان يذوقها ضحايا طاعون عامي 1665-1666 في لندن:
كان القيء يسيل من على جانب الفم، والنزيف مستمر من الأنف، والتقيحات تتقلص وتتحول إلى اللون الأسود على حين غرة ... وكان بعض المصابين يجولون مترنحين كالسكارى، ويخرون ويلقون مصرعهم في الشوارع، فيما كان البعض يجثون بين الحياة والموت في حالة غيبوبة ... وكان بعضهم يتقيأ باستمرار كما لو كانوا قد تجرعوا سما.
شرح دكتور جورج طومسون جثة شاب مات إثر الإصابة بالطاعون:
كان سطح الجلد مشوها بعديد من الندبات الكبيرة كريهة المنظر شديدة التورم والانتفاخ، يبرز على جزء منها عفن مدمى شبيه بالرواسب، وصديد شاحب خال من الدماء. وكانت المعدة تحتوي على مادة سوداء لزجة تشبه الحبر، وكان جزء من الطحال يفرز مادة صديدية. كان الكبد مصفرا والكلى خاوية من الدم، وتوجد علامات كبيرة غامضة على السطح الداخلي للأمعاء والمعدة، والتجويف البريتوني يحوي صديدا سميا أو سائلا خفيفا مائلا إلى الاصفرار أو الاخضرار. وفي البطين الأيمن جلطة عديمة اللون، لكن لم يكن هناك في هذا الجسد الذي نخره الطاعون ما يكفي لملء ملعقة واحدة من هذا السائل الأحمر الذي يطلق عليه «الدم».
أورد دبليو جي بيل في إيجاز أن هذا التشريح قد أظهر أن المرض أحدث تغييرات واسعة التأثير في الأعضاء الداخلية، بالإضافة إلى أنه أصاب الجلد بعدد كبير من البقع الزرقاء أو السوداء التي احتوت على دماء متجلطة. «في الحقيقة ما من عضو لم تمسه هذه التغييرات.»
يؤكد التقريران التاليان لعمليتي تشريح لضحيتين من ضحايا طواعين عامي 1656-1657 في روما ونابولي - على التوالي - التدهور العام للأعضاء الداخلية:
وجد أن الجزء الخارجي من الجسم مغطى بالبثور السوداء ... وغشاء الأمعاء الشحمي (الثرب) متعفن، والأمعاء شديدة السواد، والغشاء البريتوني مصاب بالزراق، والمعدة دقيقة للغاية، والطحال متعفن، والكبد ضعف حجمه لكنه رديء اللون ومهترئ، والمرارة مليئة بالعصارة السوداء ... وغشاءا الجنبة متعفنان، والشغاف متصلب للغاية، وكان المنصف والحاجز السهمي مزرقين، والقلب مزرقا وطرفه المستدق أسود، وكلا البطينين مليئين بدم شديد السواد. والرئتان - المهلهلتا القوام والرديئتا اللون - تغطيهما البثور السوداء.
وقد لوحظ أن جميع الأعضاء - وتحديدا القلب، والرئتين، والكبد، والمعدة، والأمعاء - مغشاة ببقع. هذا علاوة على أن المرارة مليئة بالعصارة السوداء التي كانت شديدة الاكتناز ودهنية ... إلا أن الأوعية الدموية الرئيسية للقلب بالأخص كانت ممتلئة بالدم المتجلط المسود.
Page inconnue