40

ولم يسأل أحد ماذا جلبت فيها من وراء البحار؟

ولم يدر أحد أني عدت بها فارغة إلى الميناء.

عند ذلك قلت في سري: «لقد ضللت الناس، وبسبعة أكواب من الألوان قد كذبت على باصرتهم وبصائرهم».

وبعد عام ركبت سفينة فكرتي، وأبحرت ثانية.

سرت إلى جزر الشرق؛ فجمعت منها: المر، واللبان، والند، والصندل، وأدخلتها إلى سفينتي.

وإلى جزر الجنوب؛ فجلبت منها: التبر، والعاج، والياقوت، والزمرد، وجميع الحجارة الكريمة.

وإلى جزر الشمال فعدت منها: بالخز، والوشى، والبرقير.

وإلى جزر الجنوب؛ فحملت منها: الدروع المزردة، والسيوف المشرقية، والرماح السمهرية وسائر أنواع الأسلحة.

ملأت سفينة فكرتي بنفائس الأرض، وغرائبها، وعدت إلى ميناء بلدي قائلا: سوف يمجدني قومي، ولكن عن جدارة، وسيدخلوني المدينة منشدين مزمرين، ولكن عن استحقاق.

ولكن لما بلغت الميناء؛ لم يخرج أحد لملاقاتي، ودخلت شوارع بلدي؛ فلم يلتفت إلي أحد.

Page inconnue