============================================================
أخبرنا أبو العباس المحبوبى قال: أخبرنا أبو عيسى الترمذى قال: حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن محمد بن مطرف، عن حسان بن عطية، عن آيى أمامة عن النبى الله قال: "الحياء والعى شعبتان من الإيمان، والبداء والبيان شعيتان من التفاق"(1).
البذا: الفحش وأراد بالبيان هنا : كثرة الكلام والتكلف للناس بزيادة تملق وثناء عليهم وإظهار التفصح، وذلك ليس من شأن أهل الصدق:.
وحكى عن أبى وائل قال: مضيت مع صاحب لى نزور سلمان، فقدم إلينا خبز شعير، ومليا جريشا، فقال صاحبى: لو كان فى هذا الملح (سعت(1) كان أطيب.
فخرج سلمان ورهن مطهرته وأخذ سعترا . فلما أكنا قال صاحبى : الحمد لله الذى قنعنا بما رزقتا، فقال سلمان : لو قنعت بما ررقك لم تكن مطهرتى مرهونة، وفى هذا من سلمان: ترك التكلف قولا وفعلا .
وفى حديث يونس النبى عليه السسلام : أنه زاره أخواثه فقدم إليهم كسرا من خسبز شعير، وحز لهم بقلا كان يزرعه ثم قال : لولا أن الله لعن المتكلفين لتكلفت لكم .
قال بعضهم : إذا قصدت للزيارة فقدم ما حضر، وإذا استزرت فلا ثبقى ولا تذر.
وروى الزبير بن العوام قال: نادى منادى رسول الله يوما (اللهم اغفر للذيسن يدعون لأموات أمتى ولا يتكلفون ، الا إنى برىء من التكلف ، وصالحوا أمتى)(2.
وروى ان عمرظ قرأ قوله تعالى : (فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتولا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهسة وأيا)(1) ثم قال: هذا كله قد عرفتاه، فما الأب؟
قال : وييد عمر عصاة فضرب بها الأرض شم قال: هذا لعمر الله هو التكلف، فخذوا أيها الناس ما بين لكم منه فما عرفتم اعملوا به، وما لم تعرفوا فكلوا علمه الى الله.
ومن أخلاق الصوفية: الإنفاق من غير إقتار، وترك الادخار؛ وذلك أن الصوفى يرى خزاثن فضل الحق، فهو بمثابة من هو مقيم على شاطىء بخر، والمقيم على شاطي البحر لا يدخر الماء فى قريته وراويته(5).
(1) رواه أحمد والترمذى والحاكم (2) نبات طيب الوائحة (3) روق اليخارى عن همر قال: نهينا عن التكلف (4) الابات من سورة عبس من 27- 21.
(5) الرواية الداية التى تحمل الماء : جاء فى المصباح المنير : روى البعير الماء : حمله ، فهو راوية الهاء فيه للميالغة، ثم اطلقت الراوية على كل دابة يستقى الماء عليها.
Page 85