============================================================
ومن فيح ((صرف البقين)) لا حاجة له إلى شىء من هذا.
فكل هذه الكرامات دون ما ذكرناه، من تجوهر الذكر فى القلب ووجور ذكسر الذات، قإن تلك الحكمة فيها تقوية للمريدين وتربية للسالكين، ليزدادوا بها يقيئا يجذيون به إلى مراغمة النفوس والسلو عن ملا3 الدنيا، ويستنهض منهم بذلك ساكه عزمهم بعمارة الأوقات بالقربات، فيروحون بذلك، ويريون بطريقة ومن كوشف بصرف اليقين عن ذلك(1)، لمكان أن نفسه أسرع إجابة، وأسهل افقيادا وأتم استعداذا.
والأولون استلين بذلك منهم ما استوعر، واستكشف منهم ما استتر.
وقد لا يمنع صور ذلك الراهبون() والبراهمة ممن هو غير منتهج سبل الهدى، وراكب طريق الردى؛ ليكون ذلك فى حقهم مكزا واستدراجا، ليستحسنوا حالهم، ويستقروا قى مقار الطرد والبعد إبقاء لهم فيما أراد الله منهم من العمى والضلال، والردى والوبال، حتى لا بغدر السالك بيسير شىء يفتح له، ويعلم أنه لو مشى على الماء والهواء لا ينفعه ذلك حتى بؤدى حق التقوى والزهد، فأما من تعوق بخيال، أو قتع بمحال، ولم يحكم أساس خلوته بالاخلاص يدخل الخلوة بالزور ويخرح بالغرور، فيرفض العبادات ويستحقرها، ويسلبه الله لذة المعاملة، ويذهب عن قلبه هيبة الشريعة ويفتضح فى الدنيا والآخرة.
قليعلم الصادق أن القصود من الخلسوة التقرب إلى الله تعالى بعمارة الأوقات، وكف الجوارح عن الكروهات؛ فيصلح لقوم من أرباب الخلوة إدامة الأوراد وتوزيعها علي الأوقات، ويصلح لقوم ملازمة ذكر واحد، ويصلح لقوم دوام المراقبة، ويصلح لقوم الانتقال من الذكر إلى الأوراد، ولقوم الانتقال من الأوراد إلى الذكر، ومعرفة مقادير ذلك يعلمه المصحوب للشيخ(3 المطلع على اختلاف الأوضاع وتثوعها، مع ئصحه للأمة وشفقته على الكافة، يريد المريد لله لا لنفسه، غير ميتلى بهوى نفسه، محبا للاستتباع، ومن كان محبا للاستتباع فما يفسده مثل هذا أكثر مما يصلحه.
(1) قى نسخة: ومن كشوف بصرف اليتين من ذلك لمكان ان نفسه إلخ.
(2) وفى نسخة: الرهابين.
(3) وفى نسخة يعلمها الصحوب الشيخ الطلع.) وهذا أصوب.
Page 48