============================================================
17 واذا كان الوتر من أول الليل يصلى بعد الوتر ركعتين جالسا يقرأ فيهما ب: اذا زلزلت)، (الهاكم..).
وقيل: فعل الركعتين قاعذا بمنزلة الركعة قائما يشفع له الوتر. حتى إذا أراد يأتى به ويوتر فى آخر تهجده، ونية هاتين الركعتين نية النفل لا غير ذلك.
وكثيرا ما رايت الناس يتفاوضون، كيفية نيتهما، وإن قرأ فى كل ليلة ("المسبحات)) وأضاف إليها سورة الأعلى فتصير سبعا، فقد كان العلماء يقرعون هذه السور ويترقبون بركتها.
فاذا استيقظ من التوم فمن أحسن الأدب عند الاتتباه أن يذهب بباطنه إلى الله، ويصرف فكره إلى أمر الله قبل أن يجول الفكر فى شىء سوى الله، ويشتغل اللسان بالذكر، فالصادق كالطفل الكلف بالشىء إذا تام ينام على محبته الشىء، وإذا اثتبه يطلب ذلك الشىء الذى كان كلفا به، وعلسى حسب هذا الكلف والشسغل يكون الموت والقيام إلى الحشر، فليتظر وليمتبر عند انتباهه من التوم: ما همه؟ فإته هكذا يكون عند القيام من القبر: إن كان همه الله فهو هو، وإلا فهمه غير الله.
والعبد إذا انتبه من النوم فباطنه عائد إلى طهارة الفطرة، فلا يدع الياطن يتغير بغير ذكر الله تعالى حتى لا يذهب عنه نور الفطرة الذى انتبه عليه ويكون فارا إلى ربه بباطنه خوفا من ذكر الأغيار ومهما وفا الباطن بهذا المعيار فقد انتفى طريق الأنوار وطرق النفحات الإلهية، فجدير آن تنصب إليه أقسام الليل انصبابا، ويصير جناب القرب له موئلا ومابا. ويقول باللسان: الحمد لله الذى أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور.
ويقرأ العشر الآواخر من سورة آل عمران، ثم يقصد الماء الطهور.
قال الله تعالى: وينزل عليكم من إلسماء ماء ليطهركم به(1) وقال عز وجل: ( أثزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها(2) قال عبد الله ين عباس : الماء: القرآن، والأودية: القلوب، فسالت بقدرها، واحتملت ما وسعت. والماء مطهر، والقرآن مطهر، والقرآن بالتطهير أجدر، فالماء يقوم غيره مقامه، والقرآن والعلم لا يقوم غيرهما مقامها، ولا يسد مسدهما، فالماء الطهور يطهر الظاهر، والعلم والقرآن يطهران الباطن ويذهبان رجز الشيطان، قالنوم غفلة، وهو من آثار الطبع، وجدير أن يكون من رجز الشيطان؛ لما فيه (1) آية رقم 11 من سورة الأتفعال.
(2) آية رقم 17 من سورة الرعد.
Page 175