ظهوره فينشطون في البحث عنه. ويشيع عند الناس أنه يسكن المدينة المنورة، فتستدعي حكومة الحجاز أو القوى الخارجية جيش السفياني من سورية، من أجل ضبط الوضع الداخلي في الحجاز، وإنهاء صراع القبائل فيه على السلطة. ويدخل هذا الجيش إلى المدينة المنورة فيلقي القبض على كل هاشمي تصل يده إليه، ويقتل الكثير منهم ومن شيعتهم، ويحبس الباقين " ويبعث (اي السفياني) بعثا إلى المدينة فيقتل بها رجلا، ويهرب المهدي والمنصور منها، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم لا يترك منهم أحد إلا أخذ وحبس. ويخرج الجيش في طلب الرجلين، ويخرج المهدي منها على سنة موسى عليه السلام خائفا يترقب، حتى يقدم مكة ". وفي مكة يواصل المهدي عليه السلام اتصالاته ببعض انصاره. حتى يبدأ حركته المقدسة من الحرم الشريف في ليلة العاشر من محرم بعد صلاة العشاء، حيث يلقي بيانه الاول على أهل مكة، فيحاول أعداؤه قتله، ولكن أنصاره يحيطون به ويدفعونهم عنه، ويسيطرون على المسجد، ثم يسيطرون على مكة. وفي صبيحة اليوم العاشر من محرم يوجه الامام المهدي عليه السلام بيانه إلى شعوب العالم بلغاتهم المختلفة، ويدعوهم إلى نصرته. ويعلن أنه سيبقى في مكة حتى تحدث المعجزة التي وعد بها جده المصطفى صلى الله عليه وآله، وهي الخسف بالجيش الذي يتوجه إلى مكة للقضاء على حركته. وبالفعل تقع المعجزة الموعودة بعد فترة قصيرة حيث يتوجه جيش السفياني إلى مكة " حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به. وذلك قول الله عز وجل " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب " " حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، فيرجع من كان أمامهم لينظر ما فعل القوم فيصيبهم ما أصابهم. ويلحق بهم من خلفهم لينظر ما فعلوه فيصيبهم ما أصابهم ".
--- [ 23 ]
Page 22