L'Âge d'Or Syriac: Une étude scientifique historique et archéologique
عصر السريان الذهبي: بحث علمي تاريخي أثري
Genres
وقد ازدانت مكتبات الفاتيكان ولندن وباريس وبرلين وميلانو وأكسفرد وكمبردج وغيرها بقسط وافر من تلك الكتب السريانية، كما يستفاد من فهارس مخطوطاتها. هذا ما عدا مخطوطات نسخت في ذلك الدير وحفظت إلى هذا العهد في مكتبات أخرى، كمكتبة دير الشرفة بلبنان، ودير مار مرقس بالقدس الشريف، ومكتبة الكلدان بماردين ... إلخ. (2) السريان والأحباش
للسريان فضل عظيم في تنصير الأحباش بسعي ثئودورا الملكة (527-548م) زوجة يسطينان الأول قيصر الروم (527-565م). وكانت ثئودورا سريانية المحتد، منبجية المولد، ناصرت القائلين بالطبيعة الواحدة، وقد سبقت فأوفدت إلى بلاد الحبشة القس يوليان السرياني؛ فأذاع فيها العقيدة المنوفيزينية، وظل هناك سنتين يقصد الصهاريج ويعمد الناس كل يوم من الساعة الثالثة حتى الساعة العاشرة؛ فتنصر الأحباش على يده وفي مقدمتهم ملك الحبشة وأرباب دولته.
18
وما قلناه عن الطقس القبطي يصدق في الطقس الحبشي أيضا، ولا يزال الأحباش يستعملون في قداسهم نافورة مار يعقوب السروجي السرياني (†521م)، فضلا عن صلوات كثيرة نقلوها إلى لغتهم عن السريانية وألحقوها بليترجياتهم.
19
وكانت تربط الشعبين السرياني والحبشي روابط العقيدة الواحدة، وما كانت الفوارق اللغوية أو الحواجز الجغرافية أو الاختلافات الجنسية لتقوى يوما على فصم عرى تلك الروابط التي نشأت عنها في مختلف العصور بعض العلاقات بين الأحباش والسريان؛ فالتاريخ يروي أن الأمير جرجس ابن نجاشي الحبشة انطلق سنة 836 إلى بغداد عاصمة العباسيين لتحية الخليفة المعتصم بالله؛ فاجتمع هناك في شهر آب بالبطريرك ديونيسيوس الأول التلمحوي، وبناء على رغبته ناوله هذا البطريرك السرياني القربان المقدس، ثم قدم له بعض الهدايا كذكرى لتلك المقابلة التاريخية.
20 (3) السريان والأرمن
كان الأرمن قبل استنباطهم الحروف الأرمنية يستعملون القلم السرياني في كتاباتهم، وأول من فكر منهم في وضع الحروف الأرمنية هو القديس مسروب في أوائل القرن الخامس، فإنه قصد مدينة الرها مع بعض تلامذته وتخرجوا قاطبة في مدرستها الشهيرة بالآداب السريانية على يد دانيال مطرانها العلامة،
21
وعني مسروب، وإسحاق جاثليق الأرمن (390-439) بنقل الأسفار المقدسة،
Page inconnue