58

إذ تقولين عمرك الله هل شي

ء وإن جل سوف يسليك عني؟

أم هل اطمعت يا ابن حسان في ذا

ك كما قد أراك أطمعت مني؟

قال: فبلغ ذلك يزيد بن معاوية فغضب ودخل على معاوية فقال: يا أمير المؤمنين، ألا ترى إلى هذا العلج من أهل يثرب يتهكم بأعراضنا، ويشبب بنسائنا؟! فقال: ومن هو؟ قال: عبد الرحمن بن حسان، فأنشده ما قال، فقال: يا يزيد، ليست العقوبة من أحد أقبح منها بذوي المقدرة، ولكن أمهل حتى يقدم وفد الأنصار ثم ذكرني به، فلما قدموا ذكره به؛ فلما دخلوا قال: يا عبد الرحمن، ألم يبلغني أنك تشبب برملة بنت أمير المؤمنين! قال: بلى، ولو علمت أن أحدا أشرف بشعري منها لذكرته، قال: أين أنت عن أختها هند؟ قال: وإن لها لأختا يقال لها: هند؟ قال: نعم! وإنما أراد معاوية أن يشبب بهما جميعا فيكذب نفسه، فلم يرض ذلك يزيد بن معاوية وما كان منه معه، فأرسل إلى كعب بن جعيل فقال له: اهج الأنصار، فقال: أفرق من أمير المؤمنين، ولكن أدلك على الشاعر الكافر الماهر الأخطل، قال فدعاه فقال له: اهج الأنصار، فقال: أفرق من أمير المؤمنين، قال: لا تخف شيئا؛ أنا لك بذلك. فهجاهم فقال:

وإذا نسبت ابن القريعة خلته

كالجحش بين حمارة وحمار

لعن الإله من المهور عصابة

بالجزع بين صليصل وصدار

قوم إذا هدر العصير رأيتهم

Page inconnue