فقال بفتور: شيء عظيم حقا. •••
استعد عزت لافتتاح الموسم وهو يشعر بأنه أحقر شيء في الوجود. لم يخفف من شعوره ما علمه بعد ذلك من أن حمدون رفض طلب بدرية، بل ورفض حتى مقابلتها. وبدأ الموسم بنجاح متوسط، ولم يخف عنه أن بدرية فقدت الكثير من سحرها المسرحي، وتعاقبت الأيام لا تبشر بخير جديد، وفي أثناء ذلك تمت محاكمة حمدون، وقضي عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة.
وجاءه فرج يا مسهل - كالعادة - بأخبار الحارة، فقال له لمناسبة الحكم على حمدون: لم يعطف عليه أحد في الحارة!
فقال عزت بأسى: لعلهم يتمنون لي مصيرا مشابها! - ست عين تدفع عنك بخيرها العميم نيات السوء. - وما أخبار الدار؟ - الست الكبيرة كعهدها، هي هي لم تتغير، أم سمير رفضت أن تتزوج من عليش النجار مفضلة البقاء مع ابنها، سمير يتقدم في الدرس بنجاح وذكاء.
وتذكر الحديقة وغرزة الحصن العتيق وسمير الذي سيشب جاهلا أباه، ولكن فيم يفكر؟ في ماض انقطعت عنه أسبابه إلى الأبد؟ •••
وقال لبدرية: ما رأيك في أن أجرب حظي مع مسرحية المرحوم يوسف راضي؟
فقالت بلا حماس: جرب، الموسم حتى الآن غير ناجح تماما. - وربما وفر لها اسم مؤلفها - الذي لم ينس الناس مأساته بعد - نجاحا إضافيا.
فقالت بدهشة وهي تبتسم: صرت حقا صاحب مسرح يا عزت!
فضايقته ملحوظتها، وقال بشيء من الحدة: لقد صرت صاحب مسرح من أجلك. - أجلي أنا؟! - أعني من أجلك وأجله!
فحدجته بنظرة معتذرة ولم تنبس.
Page inconnue