تساءلت بدرية: ماذا؟
فقال عزت بهدوء مخيف: إنكما متهمان!
هتف حمدون شاحب الوجه: صارحنا بما في نفسك.
فقال باقتضاب وثقة: أبناء الغد!
اشتد اصفرار وجه حمدون، غضت بدرية عينيها. قال حمدون: لا أفهم. - بل تفهم كل شيء.
هبط صمت كالموت ولكنه لم يستقر طويلا، فتساءل عزت: أي خطر تعرضان نفسكما له؟
سأله حمدون باهتمام: من أخبرك؟ - شخص أثق به. - الوغد! - من تقصد؟ ... إنك لا تعرفه! ... لولا ثقتي في أمانته لحثثتك على الهرب. - يوسف راضي! - كلا! - هو دون غيره. - قلت كلا، وأقسم على ذلك! ومن أين له أن يعلم؟ - إنه معنا ضمن مجموعة أخرى، ولكنه يعتقد أنني أصادر عبقريته! - أقسم لك أنه شخص آخر. - من هو؟ - لست في حل من ذكر اسمه، سأخبرك به ذات يوم عندما يحلني من قسمي. لا أهمية لذلك. كيف تورطتما في ذلك؟
فقال حمدون بضيق: لا علاقة لها بالأمر.
وقالت بدرية: لا أهتم إلا بالمسرح.
فقال عزت مخاطبا حمدون: ليتك كنت كذلك. - لا حيلة لي في ذلك. - طول عمرك تشغل نفسك بأمور لا تهم أحدا. - لا تهم أحدا؟! - لن أجادلك في ذلك، أريد فقط أن أعلم؛ هل تستمر هذه الاجتماعات المريبة؟
Page inconnue