لا يتوقع من أحد أن يجيب عن هذا السؤال إلا على النحو الآتي: لا بد أن يحد (
einschränken ) كل منهما الآخر . فإذا كان هذا الجواب صحيحا، فإن الفعل ص هو حد الضدين كل عن طريق الآخر، ويكون معنى س هو الحدود (
die Schränken ). (7)
على أن فكرة الحدود تتضمن أكثر من س المطلوبة؛ «إذ هي تنطوي أيضا على مفهومي الإيجاب والسلب، الواجب التوحيد بينهما». وإذن، فلكي نصل إلى س خالصة، ينبغي أن نقوم بتجريد آخر. (8)
ومعنى أن يحد شيء هو إلغاء إيجابيته بالسلب لا إلغاء تاما، وإنما إلغاء جزئي. وإذن ففكرة الحدود تتضمن، إلى جانب فكرتي الإيجاب والسلب، فكرة القابلية للانقسام (أي القابلية للإنصاف بصفة الكم عامة، لا الحكم المحدد). وهذه الفكرة هي س المطلوبة، ومن هنا، فعن طريق الفعل ص، يؤكد الأنا وكذلك اللاأنا بوصفهما قابلين للانقسام. (9)
إن الأنا، وكذلك اللاأنا، يؤكدان بوصفهما قابلين للانقسام؛ إذ لا يمكن أن يعقب الفعل ص فعل التأكيد العكسي؛ إذ تبين أن فعل التأكيد العكسي هو في ذاته مستحيل، كما لا يمكنه أن يسبق هذا الفعل؛ إذ إن الفعل ص لا يحدث إلا لكي يجعل فعل التأكيد العكسي ممكنا؛ والقابلية للانقسام ليست سوى شيء قابل للانقسام. ومن ثم فإن الفعل ص وفعل التأكيد العكسي يحدثان كل منهما في الآخر ومع الآخر، وكلاهما نفس الفعل، وهما لا يتميزان إلا بالفكر. وإذن فعن طريق تأكيد لا أنا في مقابل الأنا، يؤكد الأنا واللاأنا معا بوصفهما منقسمين.
فلنر الآن إن كان الفعل الذي وصلنا إليه ها هنا قد حل المشكلة بالفعل ووحد الأضداد.
إن النتيجة الأولى تتحدد الآن على النحو التالي؛ فالأنا لا يؤكد في الأنا عن طريق تلك الأجزاء من الواقع التي يؤكد بها اللاأنا؛ فذلك الجزء من الواقع الذي يعزى إلى اللاأنا، يلغى في الأنا.
هذه القضية، في صورتها الحالية، لا تناقض النتيجة الثانية؛ فبقدر ما يؤكد اللاأنا، ينبغي أيضا أن يؤكد الأنا؛ إذ إنهما معا يؤكدان بوصفهما منقسمين من حيث حقيقتهما.
والآن فقط يمكنك أن تقول عن أحدهما إنه شيء ما؛ إذ إن الأنا المطلق في المبدأ الأساسي الأول ليس «شيئا» (أي ليس له، ولا يمكن أن يكون له محمول)، وإنما هو لا يعدو أن يكون ما هو عليه. ولكن كل واقع
Page inconnue