Casjad Masbuk
العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
Genres
توفي السلطان الملك العزيز عثمان 54 بن صلاح الدين يوسف بن ايوب صاحب الديار المصرية، وكان سبب موته انه خرج الى الصيد فرأى ذئبا فركض في اثره فعثر الفرس فسقط عنه الى الارض فعاد الى القاهرة فاصابته حمى شديدة فلم يزل كذلك الى ان مات في العشرين من شهر المحرم. فلما مات اجتمع الامراء وتشاوروا واشار بعضهم بالملك العادل واشار آخرون بالملك الافضل بن صلاح الدين وكان يومئذ في صرخد 55 فكتبوا اليه يستدعونه فخرج عن صرخد لليلتين بقيتا من صفر، فوصل الى بلبيس خامس ربيع الاول فلقيه اخوته وجماعة الأمراء المصرية ودخل القاهرة سابع ربيع الاول فهرب جماعة من المماليك [الناصرية] 56 الى القدس فاستوحش من بقيتهم فقبض عليهم واقام الافضل بالقاهرة اياما وقرر القواعد فأتته كتب اخيه الظاهر صاحب حلب وابن عمه شيركوه صاحب حمص يحثانه على المسير الى دمشق واغتنام غيبة العادل عنها، فخرج من مصر في النصف من جمادى الأولى على عزم المسير الى دمشق، فاقام بظاهر القاهرة الى الثالث من رجب ورحل يريد دمشق فوصلها يوم الثالث عشر من شعبان وقد وصل الملك العادل من ماردين وترك ابنه في معظم العسكر هناك فسبق الافضل بيومين ووصل اسد الدين شيركوه الى الافضل 103 أيوم الخامس والعشرين من شعبان. ووصل الظاهر صاحب حلب في اليوم الثاني 57 من رمضان وارادوا الزحف على دمشق فمنعهم الظاهر مكرا بأخيه وحسدا له. ولما رأى الملك العادل تتابع الامداد الى الافضل أرسل الى المماليك [الناصرية] 58 بالقدس فوصلوا الى دمشق في الخامس من رمضان، واقام العسكر على دمشق الى ان ارسل الملك العادل لابنه من يستدعيه من ماردين فوصل يوم الثاني عشر من صفر سنة ست [وتسعين] 59 فحينئذ أيس الافضل من دمشق فارتفع عنها يوم السابع عشر من صفر، وعاد كل منهم الى بلده.
Page 249