Casjad Masbuk
العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
Genres
سنة ثلاث وستمائة
سار 1 خوارزم شاه الى الطالقان وكان بها سونج 2 امير 3 سكار نائب غياث الدين. فكتب اليه خوارزم شاه يستميله اليه ويدعوه الى طاعته فعاد الرسول خاسئا لم يجبه سونج 2 الى ما اراد منه وجمع عسكره وخرج لقتال خوارزم شاه فالتقوا بالقرب من الطالقان فلما تقابل العسكران حمل سونج 2 وحده حتى قارب عسكر خوارزم شاه ثم القى نفسه الى الارض ورمى بسلاحه عنه وقبل الارض وسأل العفو، فظن خوارزم شاه انه سكران فلما علم انه صاح ذمه وسبه وقال من يثق الى هذا واشباهه ولم يلتفت اليه، واخذ خوارزم شاه ما بالطالقان من مال وسلاح ودواب وانفذه الى غياث الدين مع رسول وحمله رسالة تتضمن التقرب اليه والملاطفة له. ولما بلغ غياث الدين خبر سونج 4 وتسليمه الطالقان الى خوارزم شاه عظم ذلك عنده وشق عليه فسلاه أصحابه وهونوا الأمر عليه. ووصل رسول غياث الدين الى خوارزم شاه بالهدايا والتحف.
ورأى الناس عجبا وذلك ان الخوارزميين كانوا لا يذكرون غياث الدين الكبير ولا شهاب الدين اخاه الا بالغوري أو صاحب غزنة وكان وزير خوارزم شاه مع عظم شأن مخدومه لا يذكر غياث الدين الصغير الا بمولانا السلطان مع ضعفه وعجزه وقلة بلاده 5.
وفي هذه السنة أسر ألدز 6 جلال الدين وأخاه علاء الدين كما ذكرنا في السنة الماضية.
Page 308