L'Amoureux de la nuit : images au stylo
عاشق الليل: صور قلمية
Genres
وتم علاج الرجل، واستطاع أن ينزل ويذهب إلى طبيب كبير أجرى عليه الكشوف والرسوم والأشعة. - أنت الآن بصحة جيدة. - الحمد لله ... ولكن هناك مشكلة. - وهي؟ - إني أسكن بالدور السادس. - هذا خير لك. - ماذا تقول؟ - الطب الحديث ينصح مرضى القلب بالحركة وصعود السلالم. - ستة أدوار؟ - لو عرفت كيف تصعدها لكان هذا في مصلحتك. - وكيف أصعدها؟ - دون أن يحمل القلب عبئها. - وكيف؟ - أولا تصعد ببطء شديد. - وثانيا؟ - تجلس في الدور الثاني، وفي الدور الرابع. - كيف؟ - تبحث عن صديق في الدور الثاني، وآخر في الدور الرابع. - البركة في الست؛ فالعمارة جميعها أصحابها. وخرج الرجل إلى زوجته. - البركة في سميرة. - سميرة؟ من سميرة؟ - سميرة الزوجة التي توفي زوجها العام الماضي وسعيت لها في المعاش. - آه، تذكرت. - تسكن في الدور الثاني. - والرابع؟ - صديقك عبد الكريم أفندي. - آه صحيح، إنما اسمعي. - قول. - أنا لن أتهجم على الناس في بيوتهم. - لا تهجم هناك. - كلمي أنت سميرة هانم والأستاذ عبد الكريم. - من عيني.
وهكذا أصبح الرجل يصعد السلم ببطء شديد. وأصبح يستريح في الدور الثاني عند سميرة هانم، وفي الدور الرابع عند عبد الكريم أفندي.
والعجيب أنه كان يجد نفسه يحتاج إلى راحة أكثر في الدور الثاني من تلك التي يحتاج إليها في الدور الرابع.
والعجيب أن صحته تحسنت تحسنا ملحوظا إلا أن شيئا عجيبا كان يحدث في مشاعره، وما لبث لسانه أن ترجم هذا الشيء العجيب الذي كان يحدث في مشاعره.
فسميرة هانم أصبحت سميرة. يوما بعد يوم خطب الرجل سميرة وتزوجها ... ألم أقل لك إنه شفي تماما. وهل أدل على الشفاء من أنه أصبح زوجا للدور الثاني والدور السادس في وقت معا.
حيرة مع مليم ناقص
كانت المدارس تبدأ قبل أن يجمع الفلاحون القطن، فكان أبي يرسلنا إلى القاهرة ويبقى هو في القرية ليشرف على جمع القطن . وكانت مديرة منزلنا سيدة كبيرة السن وكان زوجها صديقا لأبي، فحين مات عنها عاشت هي معنا ترعى أمري أنا وإخوتي. وكانت مصاريف المنزل ومصاريف أيدينا في يدها. وبطبيعة الحال فرتكت أنا مصروفي في لحظات، وأصبحت يا مولاي كما خلقتني. وجاءني صديقي إحسان عفيفي وهو اليوم الدكتور إحسان عفيفي، وقال إن فيلما جديدا ظهر للوريل وهاردي ومعروض في سينما متروبول، وعملت الحسبة وتبينت أنني أريد خمسة قروش لأذهب إلى السينما وأركب الترام ذهابا وإيابا؛ فتذكرة السينما صالة درجة أولى ثلاثة قروش ونصف القرش والترام ستة مليمات ذهابا ومثلها إيابا ويبقى معي ثلاثة مليمات.
ذهبت إلى أم عبده وطلبت منها القروش الخمسة، وطبعا سألتني فيم تريدها، فقلت لها أشتري كتابا - وكانت بعض الكتب في ذلك الحين تباع بخمسة قروش. وتظاهرت أم عبده أنها صدقت، ونفحتني القروش الخمسة.
بكرنا في يوم الجمعة أنا وإحسان ذاهبين إلى السينما، وركبنا ترام 33 إلى العتبة، ودفع إحسان تذكرة الترام، وحين حاولت أن أحتج قال ادفع أنت لي عند عودتنا، فابتلعت احتجاجي. كنت يومذاك في الابتدائية بمدرسة العباسية. وكان إحسان بالسنة الأولى الثانوية بمدرسة فاروق الأول الثانوية. وهكذا كنت لا أعرف أحدا من أساتذته.
وقفنا عند شباك التذاكر فرأى أستاذا له مع آنسة يقفان عند شباك البلكون، فطار عقله، وهتف بي في جنون فرحان أستاذ الإنجليزي معه واحدة ويقطعان بلكون، لا بد أن نقطع بلكون معهما. - تقطع معهما؟! - نعم. - كيف؟ - كذا. - بكم تذكرة البلكون؟ - بأربعة قروش ونصف. - وكيف أرجع؟ تذكرة الترام بستة مليمات ولن يبقى معي إلا قرش تعريفة. - ولا يهمك. أنا أقطع لك تذكرة الترام.
Page inconnue